أحمد مخنت:أربط تدريس الفلسفة بصناعة الإنسان

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

الجديدة / عصام حجلي

عرف مسار تدريس الفلسفة بالمغرب تحولات جوهرية مهمة منذ عهد الحماية والى اليوم، في رحلة اثبات الذات والوجود بالمنظومة التعليمية المغربية، في أوج عواصف ظرفية سياسية واجتماعية وفكرية صعبة مر منها المغرب، إذ تم اقحام الفلسفة في صراعات سياسية أيديولوجية، فتم التراجع عنها منذ تلك الظرفية الحرجة، ليتوج كل ذلك باغلاق معهد السوسيولوجيا سنة 1979ومحاصرة شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس داخل جامعتي فاس والرباط، وحذف هذه الشعبة من كل الجامعات الاخرى. ورغم كل هذا المنع وهذه الصعاب فقد استطاعت الفلسفة /la philosophie (محبة الحكمة )ان تصمد في وجه هذه العواصف العاتية، وتفرض لنفسها مكانة مهمة وقوية بين مختلف المواد والشعب المدرسة بالثانويات والجامعات المغربية، حيث نجحت في الإبانة عن اهميتها في خلق الفكر الحر العقلاني الواعي لدى طالبها،وكنتيجة الجهود الجادة فقد تمكنت هذه الشعبة من تخريج مجموعة من الاساتذة الكبار في المادة ،الذين بصموا المشهد الفلسفي داخل المغرب وخارجه، نذكر على سبيل المثال لا الحصر :محمد عابد الجابري، وعبد الإله بلقزيز، ومحمد سبيلا،ونورالدين أفاية…

وللإجابة عن مجموعة من الأسئلة والإشكالات المرتبطة بتدريس الفلسفة بالثانوي التاهيلي،التقت “الملاحظ جورنال” بالسيد أحمد مخنت :أستاذ مادة الفلسفة بالقطاع الخاص بمدينة الجديدة ،ليحدثنا عن سبب اختياره للفلسفة ،ونظرته ونظرة المتعلم للمادة ومعيقات تدريس الفلسفة والحلول المقترحة لتطوير تدريس الفلسفة، وكذا نظرته للمقرر الدراسي،وتفاعل المتعلم مع المادة، وافاقه اذا اختار الفلسفة مستقبلا في المرحلة الجامعية. ولم نفوت فرصة اللقاء دون اسئلة اخرى حول الاهتمامات الثقافية والحراك الثقافي بالجديدة والمغرب،وايضا جمعية مدرسي الفلسفة بالمدينة. فكان لنا معه الحوار التالي:

* حسنا فلنبدأ الحوار من السؤال التقليدي من يكون احمد مخنت؟

احمد مخنت من مواليد 2/2/1985بالجديدة.اشتغل استاذا لمادة الفلسفة في القطاع الخاص بنفس المدينة.لي بحثان الاول هو”الوساطة المدرسية لمحاربة الهدر المدرسي “والثاني”العنف المدرسي،الجديدة نموذجا”حصلت على عدة شواهد في المهارات الحياتية .وانا كذلك عضو مؤطر مع اكاديمية ادم للدراسات الانسانية بالجديدة.

* لماذا اخترت الفلسفة؟

اخترتها لان طبيعتي تميل الى كل ماهو يطرح اسئلة.وكما تعرفون (وهو يتامل)يطرح اسئلة والانسان كذلك.ان هذا الاختيار يرتبط بديمومة الاسئلة مثل ما يقول “ياسبر”ان الفلسفة هي ان لكل سؤال جواب ولكل جواب سؤال والاسئلة في الفلسفة اهم من الاجوبة.

. * ماهي اهتمامات الاستاذ احمد مخنت؟

بما اني اميل الى الميدان الفلسفي والذي بدوره اولى اهتماما كبيرا للانسان مع النظرة السقراطية ،التي قدمت معرفة الذات لذاتها،فان اهتماماتي تتمثل في القيام بدورات تدريبية في المهارات الحياتية وكذلك القيام بلقاءات فكرية وثقافية وصحفية مع المهتمين بصناعة الانسان،واهتماماتي حاليا تطوير ذاتي اكثر لاني دائما اتعلم واستفيد حتى استطيع تقديم الافضل.

. * ماهي نظرتك في طريقة تدريس الفلسفة بالقطاع الخاص؟

تدريس هذه المادة في القطاع الخاص يتطلب الكثير من التريت ،فمعظم التلاميذ ينتمون الى الشعب العلمية والاقتصادية ويبدو لهم معامل المادة ضعيفا بالمقارنة مع المواد الاخرى،هنا تبقى مهمة تدريس الفلسفة في القطاع الخاص مبنية على الارادة والمجهود الذاتي،وليس التحبيب الذي يرتبط بميادين التنشيط وليس التدريس

* كيف يتفاعل المتعلمون مع درس الفلسفة؟

بالنسبة لي يحضر التفاعل الايجابي لما اربط الدرس الفلسفي بصناعة الانسان وتخطيطه لمستقبله،مثلا في الجدع المشترك نبين للتلميذ ان التفلسف يرتبط بمن انا؟من اكون؟وماذا اريد ان اكون؟اما بالبنسبة للاولى باك فيبدا التفاعل مع مجزوءة الانسان انطلاقا من مبدأ سقراط”اعرف نفسك بنفسك”وبخصوص الثانية باك يبدأ هذا التفاعل مع الوضع البشري الذي محوره هوية الشخص،الذي نبين فيه ان الذاكرة لها دور في تفكير الانسان وتطوره،بمعنى ان الدرس الفلسفي هنا يحمل تفاعل التلميذ معه بشكل ضمني دون توضيح ذلك.فالتلميذ هو قبل كل شئ انسان ومايرتبط بتطويره كمادة الفلسفة يجعله يتفاعل ايجابا..وبطبيعة الحال ليس دائمالان هناك عدة عوامل ابان توالي الحصص وسيرورتها تحول دون ذلك.

* ماهي نظرة المتعلم لمادة الفلسفة؟

حاليا ترتبط نظرة المتعلم لمادة الفلسفة بالطريقة ،التي يقدم بها الاستاذ درسه لهذه المادة، فاذا اراد ان يجعل الدرس الفلسفي يرتبط بالحماقات سيفعل ذلك واذا ربطه بالفكر العميق سيفعل ذلك.

* أستاذ أحمد بيني وبينك هل سبق ونعتك التلاميذ بالفيلسوف او المجنون؟

يجيب (ضاحكا)نعم ولكن اقول لهم مادة الفلسفة يدرسها استاذ تكوينه الفلسفة،خريج المدرسة العليا للاساتذة شعبة الفلسفة، اما الفيلسوف فله دور اخر في المجتمع.

* ماذا عن معيقات تدريس درس الفلسفة؟

هناك عدة معيقات تعوق تدريس المادة،منها الحيزالزمني،حيث ان ساعتين في الاسبوع تظل غير كافية لتقديم عدة معلومات ترتبط بصناعة الانسان وتنفعه في مسيرته الحياتية ،ومنها كذلك المنهاج الذي يشكل هو الاخر عائقا ،فمثلا تحليل الصراعات التي عاشتها اثينا واسبرطا امر صعب بالنسبة لتلاميذ الجدع المشترك لان هذا التحليل يرتبط بتاريخ الفلسفة وليس نشأتها.

*ماذا تقترح لتطوير درس الفلسفة؟

أقترح لتطوير درس الفلسفة ان نربطه بهندسة الذات،والتخطيط للمستقبل ،ليس فقط من أجل أن يحقق أهدافه المستقبلية ،ولكن كذلك من أجل أن يطرح أسئلة فلسفية ذاتية يفهم ذاته من خلالها وبالتالي مجتمعه ،اما ما يرتبط بمنهجيات التحليل فهذه طريقة جيدة.اما الدروس فهي تركز على الكم ويجب تقليصها.

*من هنا نفهم استاذ ان هناك اشياء يجب تطويرها واخرى اعادة النظر فيها،وقلت يجب تقليص عدد الدروس؟

نعم كما قلت سابقا يجب اعادة النظر في وحدات المقرر والدروس لانها مبنية على الكم اكثر من الكيف.

*ماهي أفاق المتعلم اذا اختار الفلسفة في المرحلة الجامعية؟

افاق المتعلم اذا اختار الفلسفة بعد الاجازة تشمل امكانية تدريسه لهذه المادة بالثانوي التأهيلي، او اتمام دراسته في سلكي الماستر والدكتوراه،كما تفتح له افاق اخرى في مساره منها التعليم الجامعي ،اومراكز الابحاث والدراسات.

* ماهي نظرتك للثقافة في المغرب؟

نظري للثقافة في مجتمعنا اقول انها معطوبة ،ان لم اقل منعدمة،وهذا راجع للتنشئة الاجتماعية ،التي تقدم للطفل قيمة الصورة-التلفزة-بدلا من الكتاب بالاضافة الى عدم توضيح ان الثقافة ليست حرفة كما يعتقد الجميع ،وانما ضرورة مثل حاجتنا الى الصلاة اوقراءة القران،للوصول الى الراحة النفسية وتجاوز عتمات الحياة فالثقافة هي “فن اليوغا”الذي يساهم في استرخاءتنا من كل الطاقات السلبية والتشنجات العصبية.

* ماذا عن الحراك الثقافي بالجديدة؟

أرى أن الحراك الثقافي بمدينة الجديدة ضعيف ،إذا ما فهمنا أنه ألية مهمة في تطوير المدينة،فمعظم الناس ليس لديهم لا ثقافة “خبزاوية”ان صح التعبير ،لا يتكلمون الا عن مشاريع بيع اللحوم الحمراء وغيرها مع العلم ان الدراسات الاخيرة اثبتت ان الجلطة الدموية والسرطان والسكري بسبب كثرة اللحوم ،ولا يفوتني ان اشير الى حركية بعض الجهات هنا مثل الدور الفعال الذي تقوم به الخزانة الوسائطية ادريس التاشفيني،ولاسيما مديرها السيد سليماني،وكذلك جمعية النجد والدور الفعال الذي تقوم به اكاديمية الدراسات الإنسانية والمجتمع المدني في تطوير الواقع الثقافي بمدينة الجديدة وخصوصا رئيسها الاستاذ المامون وثلة من اساتذة الفلسفة باعتبارهم اعضاء الاكاديمية.

* هل لديك فكرة عن جمعية الفلسفة بالجديدة؟

ما اعرفه ان جمعية الفلسفة موجودة كتأسيس ،لكن على مستوى الانشطة فهي ضعيفة،اذ لا تقوم بانشطة اشعاعية كبرى…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *