احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
في خطوة تحمل أكثر من دلالة، عُيّنت حنان الرياحي رئيسة لقسم الشؤون الداخلية بولاية جهة مراكش آسفي، لتكون بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب الحساس على مستوى الجهة، في سابقة نوعية تنضاف إلى مسار الدولة في ترسيخ مكانة الكفاءة النسائية داخل مفاصل القرار الترابي.
من الميدان إلى مركز القرار
ليست الرياحي مجرد اسم صعد فجأة إلى الواجهة، بل هي ابنة الإدارة الترابية بامتياز، راكمت سنوات من التجربة الميدانية في مواقع متعددة داخل التراب الوطني، حيث اشتغلت في مواقع قيادية على مستوى المقاطعات والدّوائر، وبرزت كإدارية صارمة، دقيقة، وقادرة على التعاطي مع الملفات الاجتماعية والأمنية المعقدة بحسّ عالٍ من المسؤولية.
من العيون إلى طنجة، تركت حنان الرياحي بصمتها في كل منصب تولته، وكانت دائمًا صوتًا حاضرًا في الملفات الكبرى المرتبطة بالتنمية الحضرية، والتنسيق الأمني، والوساطة الاجتماعية. لذلك، لم يكن تعيينها اليوم مجرد ترقية وظيفية، بل اعترافًا رسميًا بجدارة امرأة مارست الإدارة بمنطق الدولة، لا بمنطق التعليمات.
ملف حساس.. وسيدة في الواجهة
قسم الشؤون الداخلية ليس مجرد مصلحة إدارية. إنه مركز الأعصاب داخل الولاية، حيث تُدار ملفات تتعلق بالنظام العام، بالحوار الاجتماعي، بمتابعة الجماعات، وبأمن الجهة بكل مستوياتها. أن توضع سيدة في واجهة هذا الملف، فذلك يعني شيئًا واحدًا: المغرب الرسمي يراهن على المرأة ليس فقط في مواقع الرمزية، بل في قلب القرار العملي.
تعيين الرياحي بهذا المنصب يبعث رسالة قوية: أن الكفاءة لا جنس لها، وأن الجدارة تفرض نفسها خارج معايير الولاء والانتظار.
مراكش آسفي… والتحدي المقبل
الجهة اليوم تعيش على وقع تحولات ديمغرافية وتنموية عميقة، مع تزايد التوترات الاجتماعية، واحتقان بعض المناطق الهشة. وجود شخصية إدارية بحنكة حنان الرياحي في هذا المنصب، يشكل فرصة لإعادة تنظيم العلاقة بين الإدارة والمواطن، وتعزيز التنسيق بين الأجهزة، خاصة مع صعود ملفات مثل الهجرة الداخلية، احتلال الملك العمومي، وسكن غير اللائق.
درس في التمكين الحقيقي
تعيين حنان الرياحي في هذا المنصب لم يأت تزيينًا لصورة الإدارة، بل هو وجه من أوجه المغرب الجديد: مغرب يضع الثقة في من يشتغل، بجدية وثبات.
حنان الرياحي اليوم ليست فقط على رأس قسم حساس… إنها على رأس مرحلة.