فالديباجة التي توافق عليها كافة الدول العربية خلو البيان الختامي، بإستثناء الجزائر وتونس، تدين بشكل واضح التدخل الإيراني والتهديد الذي يشكله تسليحها لعدد من المليشيات والجماعات المسلحة بكل من اليمن على الحدود السعودية وكذا التهديدات التي تطال الأراضي الإماراتية، والجنوب الجزائري (في إشارة إلى البوليساريو).
و يرفض النظام الجزائري ديباجة البيان الختامي، مستأسداً بكونه يحتضن القمة العربية، حيث يعتزم غالبية ملوك ورؤساء الدول العربية الغياب عن القمة بسبب تعمد النظام الجزائري تمرير قرارات تدعم في السر إيران، مغلفة بعبارات تعاطف مع الشعب الفلسطيني.
وتشير المصادر، إلى أن وزير الخارجية والتعاون الافريقي ومغاربة العالم، ناصر بوريطة، طالب بضرورة التصويت على هذه الديباجة المتعلقة بالبيان الختامي وهو ما أحرج وزير الخارجية الجزائري، الذي رفض معاودة تدخل بوريطة، بعدما عبر وزراء خارجية دول الخليج عن موافقتهم على إدانة التدخل الإيراني في الشأن الداخلي للبلدان العربية.
الخلافات التي تسببت فيها الجزائر، التي كانت تتشدق بشعار “ان الشمل”، كشفت عن سوء نيتها تجاه وحدة أراضي الشعوب العربية، ليتم رفع الجلسة بعد مشادات كلامية، ليغادر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خارج القاعة.
وتسبب الحضور المغربي في أشغال الاجتماع التحضيري، في حرج كبير للجيران الأعداء، خاصة وأن وزراء الدول العربية إستقبلوا ناصر بوريطة، بينما إختفى الوزير القزم، رمطان لعمامرة، وزير خارجية الجزائر مستضيفة القمة وضرب كل الأعراف التي تفرض على الدول المحتضنة إستقبال الوفود المشاركة ليكشف عن الوجه الحقود للنظام العسكري الحاكم في الجزائر وأزلامه من قبيل لعمامرة.
التجاوزات التي قامت بها سلطات الجزائر في حق الوفد المغربي، فضحت مدى ضحالة تفكير وعقلية الكابرانات، السلطة الوحيدة المتحكمة في هذه البلاد.
ولعل أقوى الصفعات جاءت من ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، الذي رد بما ينبغي على كابرانات الجزائر جيران السوء، وفضح حقيقتهم أمام الملأ.
وزير الخارجية ناصر بوريطة، أكد في أول تصريح له على ما حصل للوفد المغربي اليوم في الاجتماعات التي تلتئم في إطار جامعة الدول العربية، على أن التلاعب بالقواعد وعدم احترام الأعراف والبروتوكولات يؤدي إلى الفشل (فشل القمة العربية).
وأورد بوريطة، ضمن تصريحات للصحافة في الجزائر، بأنه يمكن للقمة أن تنجح إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية وإذا تجاوزنا الاستفززات التي لا حاجة منها، وإذا البلد المضيف تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم سواء من الناحية البروتوكولية أو الأعراف.
وبعد مواقف ناصر بوريطة، التي تأتي دفاعا عن وحدة المغرب وخاصة قضية الصحراء المغربية التي تحاول الجزائر التحرش بها، جاء موقف الجامعة العربية، التي وجهت صفعة موجعة للكابرانات ومن يدور في فلكهم.
في هذا الصدد، نفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان رسمي أن يكون لها أي “شركاء إعلاميين” في تغطية أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين التي تُعقد بالجزائر، وأكدت عدم وجود صلةٍ لها بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.
يأتي النفي على خلفية قيام قناة الجزائر الدولية AL24 News بنشر خريطة للعالم العربي على موقعها الالكتروني تُخالف الخريطة التي درجت جامعة الدول العربية علي اعتمادها مما أثار تحفظ الوفد المغربي. وأكدت الأمانة العامة أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطةً رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية.
كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها.
الجزائر سارعت لتقديم الإعتذار بشكل رسمي عبر بوقها الإعلامي “قناة AL24” الرسمية، تجاه الإساءة المقصودة الموجهة للمملكة المغربية خلال إجتماع وزراء الخارجية تحضيراً للقمة العربية.