قالت مصادر مطلعة لجريدة الملاحظ جورنال ان طفلين ينحدران من دماعة أيت امديس بإقليم أزيلال توفيا اليومين الماضيين كانا يعانيان من مرض الحصبة أو ما يعرف بـ “بوحمرون”.
وحسب ذات المصادر ، فإن الحالة الأولى تتعلق بطفل يبلغ من العمر أربع سنوات بدوار أيت برتو، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة مساء أول أمس الأربعاء، قبل أن تلتحق به طفلة صباح أمس الخميس، والتي تبلغ من العمر خمس سنوات والمنحدرة من دوار تيسيان.
وتؤكد نفس المصادر ان عشرات الحالات في دواوير الجماعة تعاني من نفس أعراض “بوحمرون” تنتظر إنقاذها من هذا الوباء الذي حذرت من استمراره منظمة الصحة العالمية في ظل انتكاسات عالمية في جهود الترصُّد وانخفاض معدلات التمنيع في جميع أنحاء العالم.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في تصريحات لوسائل الإعلام الإليكترونية إنه من الصعب تحديد ما إذا كانت الوفاة بسبب “بوحمرون” أو بغيره لأن التحليلات البيولوجية هي الكفيلة بتحديد سبب الوفاة، وبما أن الطفلين قد تم دفنهما دون إجراء هذه التحليلات فإنه من الصعب تأكيد أو نفي سبب الوفاة.
مصادر أخرى قالت إن أكبر عائق في هذه المناطق هو عدم إقبال المواطنين على تلقيح أبنائهم ضد هذا الوباء، وكشفت المصادر ذاتها أن أزيد من نصف الأطفال في هذه المنطقة غير ملقحين ضد الفيروس علما أن هذا الإجراء البسيط يمكن من حمايتهم بنسبة 90%، داعية المواطنين إلى تلقيح أبنائهم.
وفي مارس الماضي، دعت وزارة الصحة كافة الأسر إلى الإسراع في مراجعة الدفاتر الصحية لأطفالها في المراكز الصحية والعيادات الخاصة من أجل التأكد من حصولهم على الجرعات اللازمة للوقاية من الحصبة (في الشهر التاسع والشهر الثامن عشر)”، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة “إعطاء جرعتين من اللقاح للأطفال الذين لم يتم تلقيحهم بعد، وكذا استكمال الجرعات لمن تلقى جرعة واحدة فقط”.
وأكدت الوزارة في بلاغ لها على “أهمية هذه الحملة كإجراء وقائي لحماية المواطنين والمجتمع من خطر الإصابة بالحصبة (بوحمرون)”، داعية جميع الفئات المعنية إلى المشاركة الفعالة والتوجه للمراكز الصحية لأخذ اللقاح المتوفر مجانا.
وقد استنفرت السلطات الإقليمية مصالحها الخارجية المعنية بالتصدي لهذا الوباء، إذ احتضن مقر عمالة أزيلال صباح أمس الخميس لقاء تواصليا حول الحملة الوطنية الاستدراكية للتلقيح ضد الحصبة (بوحمرون) حضره إلى جانب رئيس قسم الشؤون الداخلية كل من المندوب الإقليمي للصحة والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، ومندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية ومدير التعاون الوطني، فضلا عن مديري المؤسسات التعليمية بالإقليم الذين شاركو في اللقاء عبر تقنية التناظر عن بعد.
وخلال اللقاء تم تقديم عرض حول داء الحصبة من طرف رئيس مصلحة شبكة المؤسسات الصحية ومسؤولة البرنامج الوطني للتمنيع التابع لمندوبية الصحة والحماية الاجتماعية، ومناقشة أهداف ومضامين المخطط الإقليمي للرصد والاستجابة لداء الحصبة.
وخلص اللقاء إلى ضرورة برمجة مجموعة من الحملات الاستدراكية للتلقيح، وتكوين لجان محلية تضم مختلف الشركاء، والتحقق من التلقيح لدى الأطفال المتمدرسين، فضلا عن تقديم حملات تحسيسية حول داء الحصبة.
وفي السياق ذاته، عملت مندوبية الصحة على تكثيف حملاتها ضد الفيروس بمختلف جماعات الإقليم، إذ بلغ عدد المستفيدين 1068 شخصا إلى حدود اليوم، وفق ما نشرته المندوبية على صفحتها بالفيسبوك.
وفي مارس الماضي، أعنلت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنها رصدت حالات جديدة من الإصابة بمرض الحصبة بالمغرب، ما يثير القلق من إمكانية انتشار هذا الفيروس القاتل.