احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
متابعة
تراجعت أسعار النفط العالمية اليوم الجمعة، مع انحسار المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتوقعات بزيادة وشيكة في إنتاج الخام من كبار المنتجين.
يأتي هذا التراجع في وقت تتجدد فيه حالة الضبابية بشأن السياسات التجارية الأمريكية، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد الاقتصادي العالمي.
و شهدت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بواقع 22 سنتًا، أي ما يعادل 0.32%، لتسجل 68.58 دولارًا للبرميل. في المقابل، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 12 سنتًا، أو 0.18%، ليستقر عند 66.88 دولارًا.
يعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع حدة التوترات في المنطقة التي تعد شريانًا حيويًا لإمدادات النفط العالمية، بالإضافة إلى التكهنات بزيادة المعروض في السوق.
وفي المقابل، تجددت حالة من القلق في الأسواق العالمية مع اقتراب نهاية فترة تعليق مؤقت مدتها 90 يومًا كانت قد جمدت زيادات مرتقبة في الرسوم الجمركية الأمريكية.
ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة اليوم في إرسال خطابات إلى عدة دول، تحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية المزمع تطبيقها على واردات السلع.
تعد هذه الخطوة بمثابة تحول كبير في النهج التجاري للولايات المتحدة، حيث تشير إلى ابتعاد عن سياسة إبرام اتفاقيات ثنائية مع كل دولة على حدة، والتوجه نحو سياسة أكثر شمولية تعتمد على تطبيق رسوم جمركية موحدة.
و من المتوقع أن يكون لهذا التحول تداعيات واسعة على سلاسل الإمداد العالمية وأسعار السلع، مما قد يؤثر بدوره على الطلب العالمي على النفط.
تتأثر أسعار النفط بشكل كبير بعدة عوامل متداخلة، تشمل العوامل الجيوسياسية حيث تؤدي أي توترات في مناطق الإنتاج الرئيسية إلى ارتفاع الأسعار بسبب مخاوف تعطيل الإمدادات، بينما يساهم انحسارها في تهدئة الأسواق. كما تلعب ديناميكيات العرض والطلب دورًا مهمًا؛ فتوقعات زيادة الإنتاج من قبل الدول الكبرى تضغط على الأسعار، في حين يؤدي أي تراجع في الطلب العالمي، مدفوعًا بتباطؤ النمو الاقتصادي أو السياسات التجارية الحمائية، إلى انخفاض الأسعار. إضافة إلى ذلك، تؤثر السياسات التجارية العالمية بشكل مباشر على النمو الاقتصادي وبالتالي على الطلب على الطاقة، بينما يؤدي ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي عادة إلى جعل النفط أغلى بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما قد يضغط على الطلب.