أشجار الزيتون تموت عطشًا بإقليم قلعة السراغنة… والفلاح الصغير في مواجهة الجفاف والصمت

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في عمق الحقول الهادئة بإقليم قلعة السراغنة، وتحديدًا في دواوير الشتاونة، وأولاد ناصر، وأولاد يعقوب، وأولاد إبراهيم، وزمران الشرقية والغربية، تعيش أشجار الزيتون مأساة صامتة… أوراقها تذبل، وثمارها تختنق في عز الموسم، في وقت ينتظر فيه الفلاحون الصغار قطرة ماء تنقذهم من الخسارة المحققة.

سبب الأزمة يعود، بحسب المعنيين، إلى تأخر إطلاق مياه السقي من سد مولاي يوسف، وهو المورد الوحيد الذي كانت تعول عليه هذه المناطق الفلاحية الشبه الجافة، في وقت يمنع فيه على الفلاحين الصغار حفر الآبار، لأسباب قانونية أو بيئية، رغم أن نظراءهم من كبار الفلاحين يستفيدون من آبار عميقة وتجهيزات متطورة تضمن لهم الاستمرارية والربح.

الفلاح الصغير، الذي لا يملك غير أرضه البسيطة وزيته الذي يعوله عليه موسمًا كاملاً، يجد نفسه اليوم في مواجهة أزمة حقيقية، تتعمق يومًا بعد يوم، دون أفق واضح للحل.

في ظل هذا الوضع، يوجّه المتضررون نداءً إلى عامل الإقليم والسلطات المختصة، للتدخل العاجل من أجل إعادة النظر في برامج توزيع مياه السقي، وتمكين الفلاحين الصغار من حقهم في الماء، باعتباره عنصراً أساسياً في استقرارهم الاجتماعي والاقتصادي، وللحفاظ على شجرة الزيتون التي تُعد من رموز الارتباط بالأرض وهوية المنطقة.

إن ما يحدث اليوم في قلعة السراغنة ليس مجرد جفاف عارض، بل اختبار حقيقي لعدالة توزيع الموارد، ولقدرة الجهات المعنية على الإنصات لصوت الهامش، حيث الفلاح الصغير يزرع الأمل، ويواجه الأزمات بصبر لا يُرى.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.