جناحٌ يحلق… وظلٌّ ثقيل على الأرض

1

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في سماء مراكش اليوم الجمعة 4 يوليوز 2025، حلق الطائر عالياً، مزهوّاً بجناحيه، ظاناً أن ظله كافٍ ليغطي شمس المعاناة التي تحرق جيوب المواطنين يومًا بعد يوم. تحليقٌ يُراد له أن يبدو مهيباً، بينما الواقع في الأسفل يقول شيئًا آخر تمامًا.

فالأسعار تشتعل، والمضاربة تضرب بقوة في الأسواق، والبطالة تفترش الطرقات، والشباب تائه بين أمل مفقود وفرص لا تأتي. أما الصحة، فتكاد تتحول إلى حلم في مناطق واسعة، حيث المستشفيات أقرب إلى غرفة انتظار، والمريض أقرب إلى المتخلى عنه.

ورغم كل ذلك، تستمر ماكينة الخطابات الناعمة في الدوران، تَعِد بـ”إعادة تربية” المغاربة، لا في القيم أو الحقوق أو التعليم، بل في الصبر على الغلاء، وتقبّل الانتظار، والرضا بالقليل… كأنها تستعد لصياغة جيل جديد من المواطنين، لا يطالب ولا يحتج، بل يصفق ويبارك كل تحليق جديد.

في المقابل، يتعرض الصحفيون للمحاكمة، والكلمة الحرة تُحاصر، وكأن أصوات النقد صارت ضجيجًا يُزعج المخططين الكبار. لكن الحقيقة، كما يهمس بها الشارع، لا تُحلق… بل تسير على الأرض، حافية، تعرف الطريق جيدًا، وتنتظر لحظة الحقيقة.

فالجناح الذي يعلو لا يعني أنه يُضيء، والظل الكبير لا يعني بالضرورة ظلاً وارفًا. قد يكون غبارًا… وقد يكون ستارًا يُخفي أكثر مما يكشف.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تعليق 1
  1. الاستاذ بوحسن يقول

    دائما و في تطور متزايد في سبيل إظهار الحق و تنوير الراي العام و تنبيه المؤسسات إلى الحقيقة ننوه بهذا العمل الجبار الذي يقوم به أساتذة المنبر الإعلامي الملاحظ جورنال شكرا على نوع و شكل المواضيع شكرا على الاسلوب و الصيغة شكرا على الرسائل البليغة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.