شبكة للهجرة السرية تسقط في قبضة أمن الجديدة قبيل انطلاقها نحو “الوهم الأوروبي”
في عملية نوعية نفذتها فرقة مكافحة العصابات التابعة للأمن الإقليمي بالجديدة، تم مساء السبت إحباط مخطط للهجرة السرية كان يستهدف نقل مجموعة من الشباب صوب الضفة الأوروبية، عبر سواحل المحيط الأطلسي، في خطوة تعكس اليقظة الميدانية المستمرة للمصالح الأمنية في التصدي لشبكات تهريب البشر.
العملية تمت بتنسيق دقيق قرب الحريسة الملكية للفرس على الطريق المؤدية إلى الدار البيضاء، حيث أسفرت المداهمة عن توقيف الرأس المدبر للشبكة، إلى جانب اثنين من معاونيه، في وقت تم فيه العثور على عدد من الشباب داخل منزل تم تجهيزه كنقطة تجميع سرية، استعداداً للانطلاق في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وخلال عملية التفتيش، تم حجز ثلاث قوارب مطاطية من نوع “زودياك” مزودة بمحركات بحرية قوية، إضافة إلى كميات من الوقود ومعدات ملاحية متطورة تُستخدم عادة في عمليات تهريب المهاجرين، وهو ما يؤكد الطابع المنظم والممنهج لهذا النشاط غير القانوني.
الموقوفون وُضعوا رهن تدبير الحراسة النظرية، بأمر من النيابة العامة المختصة، في إطار بحث قضائي يروم تفكيك باقي خيوط الشبكة وكشف كافة المتورطين المحتملين، سواء في مرحلة التخطيط أو التنفيذ، تفادياً لتكرار مثل هذه العمليات التي تنطوي على مخاطر إنسانية جسيمة.
وتُسلط هذه العملية الضوء على الاستغلال البشع الذي تمارسه شبكات الهجرة غير الشرعية، التي تتغذى على معاناة الشباب وتحوّل طموحاتهم المشروعة في مستقبل أفضل إلى رحلات موت محققة. كما تبرز في المقابل الحزم الأمني الذي تنهجه الأجهزة المختصة في مواجهتها، في سياق استراتيجية وطنية شاملة تروم حماية الأرواح ومحاربة كل أشكال الجريمة العابرة للحدود.