الملاحظ جورنال / وكالات
دعت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء 30 أكتوبر، إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة خصوصا بوقف الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية، في تغيير في موقفها بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
لكن واشنطن التي تطلب فتح مفاوضات سلام خلال ثلاثين يوما، ترى في الوقت نفسه أن الخطوة الأولى يجب أن يقوم بها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الشيعية، العدوة اللدودة للولايات المتحدة وحلفائها السعوديين السنة.
وهذه الرسالة أعلنها وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ثم وزير الخارجية مايك بومبيو.
ولم يشر الوزيران الأميركيان إلى مقتل خاشقجي الصحافي المنتقد للرياض، الحادثة التي أثرت على صورة المملكة وأثارت شبهات في دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. لكن هذا الحزم الأميركي يأتي بينما تتعرض إدارة الرئيس دونالد ترامب لضغوط في الكونغرس من أجل النأي عن السعودية.
وقال مايك بومبيو في بيان “حان الوقت الآن لوقف الأعمال العدائية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باتجاه السعودية والإمارات”.
وأضاف أن “الغارات الجوية للتحالف يجب أن تتوقف بعد ذلك في كل المناطق المأهولة في اليمن”.
وأدلى جيم ماتيس بعد ذلك بتصريحات مماثلة، داعيا “الجميع” إلى الانضمام إلى “طاولة مفاوضات على أساس وقف لإطلاق النار” يفضي إلى انسحاب المتمردين الحوثيين أولا من الحدود مع السعودية “ثم عمليات القصف” التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية.
وأضاف ماتيس أن وقف المعارك سيتيح لمبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث “جمع” مختلف الاطراف “في السويد”.
أزمة إنسانية
في مؤتمر صحافي في واشنطن، صرح ماتيس الذي كان التقى نهاية الاسبوع الماضي العديد من المسؤولين العرب على هامش حوار المنامة “علينا أن نقوم بذلك الأيام الثلاثين المقبلة (..) وأعتقد ان السعودية والامارات على استعداد” للمضي في الامر.
وطلب بومبيو أيضا إجراء مشاورات أولى برعاية موفد الأمم المتحدة “في نوفمبر في بلد ثالث”، للبحث خصوصا في “إخلاء الحدود من الأسلحة وتركيز كل الأسلحة الثقيلة بأيدي مراقبين دوليين”.
وكانت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في سبتمبر الماضي في جنيف، باءت بالفشل في غياب الحوثيين.
وفي الحرب التي سقط فيها حوالى عشرة آلاف قتيل وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية حالية في العالم، حسب الأمم المتحدة، تتواجه القوات الموالية للحكومة المدعومة من الأسرة الدولية مع المتمردين المدعومين من إيران الذين سيطروا في 2014 و2015 على مناطق واسعة في اليمن بينها العاصمة صنعاء.
وفي مارس 2015 تدخل التحالف بقيادة السعودية دعما للقوات الموالية للحكومة.
ويقدم الجيش الأميركي مساعدة لوجستية للسعودية والإمارات ويتقاسم معلومات استخبارية مع هذين الحليفين الأساسيين لواشنطن.
لكن في مواجهة اتهامات بشن ضربات عشوائية وأخطاء من قبل الرياض أودت بحياة مئات المدنيين، كانت إدارة ترامب تحت الضغط أصلا لضبط السعوديين وحتى لخفض الدعم العسكري لهم.
وبعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في 02 أكتوبر، تصاعد هذا الضغط خصوصا بسبب الانعكاسات الدولية للأزمة التي تواجهها المملكة.
واستبعدت فرنسا والولايات المتحدة وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، لكن ألمانيا اختارت وقف هذه الصادرات.
في المقابل، يأتي تبدل موقف واشنطن بشأن الحرب في اليمن بعد تصريحات مماثلة أدلت بها وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي التي رأت الثلاثاء أنه “حان الوقت (…) لوقف هذا النزاع”.