ركع البابا الفاتيكان بعد خلوة روحية غير مسبوقة في الفاتيكان، لتقبيل أقدام زعماء جنوب السودان المتحاربين السابقين، وحثهم على عدم العودة إلى الحرب الأهلية.
وحث البابا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق الذي تحول إلى زعيم للمتمردين رياك مشار وثلاثة نواب آخرين للرئيس، على احترام الهدنة والالتزام بتشكيل حكومة وحدة الشهر المقبل.
قائلا في كلمة مرتجلة “أطلب منكم كأخ أن تبقوا في سلام.. أنا أطلب منكم من قلبي.. دعونا نمضي قدما.. ستكون هناك العديد من المشكلات لكنها لن تتغلب علينا.. حلوا مشاكلكم”.
ويبدو أن القادة انتابتهم الدهشة لأن البابا (82 عاما) الذي يعاني من ألم مزمن في الساق، كان يعاونه مساعدوه وهو يركع بصعوبة لتقبيل أقدام الزعيمين الخصمين وعدة أشخاص آخرين في الغرفة.
وأصبحت دعوته أكثر إلحاحا مع تزايد القلق في جنوب السودان من أن تتسبب الإطاحة بنظام عمر البشير في السودان المجاور، في تقويض اتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت لخمس سنوات في جنوب السودان.
وجمع الفاتيكان زعماء جنوب السودان على مدى 24 ساعة من الصلاة والوعظ في مقر إقامة البابا، في محاولة لرأب الانقسامات المريرة قبل التشكيل المقرر لحكومة وحدة.
وقال البابا باللغة الإيطالية بينما كان أحد مساعديه يترجم حديثه إلى الإنجليزية “ستكون هناك صراعات وخلافات فيما بينكم، ولكن احتفظوا بها بينكم، داخل المكتب، إذا جاز التعبير.. لكن أمام الناس، ضعوا أيديكم في أيدي بعض لتأكيد الوحدة.. لذا، كمواطنين بسطاء، ستصبحون آباء للأمة”.