“بروكسل تهتز: انطلاق محاكمة المتورطين في تعذيب وقـ تل شاب مغربي”

بدأت أمام محكمة الجنايات في بروكسل محاكمة بتهمة تعذيب وقتل المواطن المغربي ياسين المرابط (46 عاماً) سنة 2022.

ويواجه المتهمان الرئيسيان، ميكائيل بيندفيل وأحمد البطوطي، اللذان كانا يبلغان من العمر 19 و17 عاماً وقت ارتكاب الجريمة، تهماً بشعة تتعلق بالتعذيب الذي أفضى إلى الموت دون نية إحداثه، والاغتصاب، والاختطاف.

تعود تفاصيل القضية إلى يوم 8 مارس 2022، حين عُثر على الضحية ياسين المرابط فاقداً للوعي على رصيف شارع فيزيتاندين في حي ماروليس ببروكسل.

وكان الرجل الأربعيني يعاني من إصابات خطيرة، حيث بدت آثار حروق بآلة حادة واضحة على بطنه ورجليه، بالإضافة إلى تمزقات جلدية. وعلى الرغم من نقله الفوري إلى المستشفى، فقد فارق الحياة بعد نصف ساعة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “لا ليبر”.

وكشف تشريح الجثة عن فظاعة الاعتداء الذي تعرض له ياسين، حيث تبين وجود حروق ناتجة عن الأمونيا ومكواة على أعضائه التناسلية. وكان الضحية معروفاً بتعاطي وترويج الكوكايين في محيطه، وكان يخزن المخدرات في شقته الواقعة بالطابق الثامن من برج المجلس، وهو موقع كانت تنشط فيه عصابتان إجراميتان في ذلك الوقت. إحدى العصابتين، المتخصصة في بيع القنب الهندي، يُقال إن عم أحمد البطوطي، المقيم في المغرب، هو من يديرها، ويُعتبر أحد زعماء الشبكة. أما التنظيم الإجرامي الثاني فكان ينشط في تجارة الكوكايين.

وبحسب شهادات مقربين من ياسين، فإن الأخير قام بتسخين صندوق مغلق يحتوي على الكوكايين بهدف استنشاق الدخان، مما أدى إلى تلف المخدرات التي كان مؤتمناً عليها. وعجز ياسين عن سداد قيمة المخدرات المتلفة، ليصبح ضحية انتقام وحشي من رؤسائه. وفي نهاية يونيو 2022، تم القبض على المتهمين الرئيسيين وأربعة “مسؤولين” آخرين من العصابة الأولى بتهمة قتل ياسين المرابط، الذي وقع قبل شهرين من ذلك.

وخلال جلسة المحاكمة، اعترف مايكل بيندفيل بتعذيب الضحية وحرقه بالحديد والأمونيا، كما أقر بنقل جثته إلى الشارع. أما أحمد البطوطي فقد اعترف بختم جسد ياسين بالحديد لإتلاف الكوكايين الموجود في صندوق السيارة. وقد أسقطت التهم لاحقاً عن “المديرين” الأربعة الآخرين. وتستمر المحاكمة وسط استنكار واسع للجريمة البشعة والمطالبة بتحقيق العدالة للضحية.