تمكن نادي الوداد الرياضي البيضاوي من تحقيق نتيجة إيجابية في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، أمام النادي الأهلي المصري، بإنهاء المباراة بنتيجة (1 ـ1)، مساء السبت 28 اكتوبر 2017، على أرضية ملعب “برج العرب”.
وكان نادي الوداد قد وصل إلى الدور النهائي من كبرى المنافسات القارية للأندية الإفريقية بعد أن أزاح اتحاد العاصمة الجزائري في المرحلة نصف النهائية، متعادلا معه بالبياض على ميدانه، بينما دكّ شباك الـUSMA بـ3 إصابات مقابل واحدة بمركب محمد الخامس في الدار البيضاء.
وسبق لكل من الوداد والأهلي أن تجاورا في المرحلة الرابعة من دور المجموعات، التي أنهاها البيضاويون في الصدارة بـ12 نقطة أمام المصريين الحاصدين 11 نقطة، ووقتها عرف هذا الدور التنافسي هزيمة الوداديين بثنائية نظيفة في “برج العرب” قبل أن يتفوقوا، بالنتيجة ذاتها وسط ملعب محمد الخامس بالبيضاء.
المباراة، التي أدارها الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما ويسا، تم افتتاحها بتشكيل ودادي يتصدره الحارس لعروبي، بجوار نصير والكارتي والنقاش ورابح، وواطرا وأوناجم والسعيدي والحداد، زيادة على كدارين وبنشرقي. أما الأهلي فقد دخل المواجهة بكل من الحارس إكرامي وفتحي ومعلول ورامي هشام ومحمد نجيب، وسعد سمير ومؤمن زكرياء والسولية، وأجايي وعبد الله السيد ووليد أزارو.
افتتاح حصة التهديف جاء مبكرا من قدم “الأهلاوي” مؤمن زكرياء، في الدقيقة الثالثة من عمر التنافس، مستلما تمريرة من عبد الله السيد، خارج منطقة الـ18 مترا، ليخادع الحارس زهير لعروبي بتسديدة قوية سكنت الشباك الودادية وأشعلت حماسة الجماهير المصرية.
وكاد المغربي وليد أزارو، المحترف في صفوف الأهلي، أن يضاعف الحصة لناديه بانسلالة في حدود الدقيقة السادسة، بعدما عمل على متابعة كرة مخترقة لدفاع الوداد الرياضي، ووصل إليها قبل التقاطها من حارس الوداد، لكن واجهه أعلى عارضة الفريق البيضاوي.
رد الفعل الودادي غابت عنه الفعالية الفورية، إذ نفذ إسماعيل الحداد ركلة حرة جانبية صوب معترك عمليات النادي الأهلي، لكن الحارس إكرامي التقط الكرة، في الدقيقة الثامنة، دون ملاقاة أي خطورة من مهاجمي الفريق الضيف. فيما التهديد المصري بقي متواصلا، ولاح في الدقيقة 14 من خلال تسديدة أوجايي، التي حاولت استنساخ هدف مؤمن زكرياء لكنها جاورت القائم الأيمن لمرمى الوداد.
رد الاعتبار للنادي المغربي جاء من رأسية للاعب بنشرقي، مستثمرا تمريرة مركزة من القدم اليمنى لأوناجم في الدقيقة 16، حيث ارتقى الهداف الودادي متخطيا الرقابة الدفاعية المصرية، واضعا الكرة بتركيز كبير يمين الحارس أشرف إكرامي، ومعيدا نتيجة المقابلة إلى التعادل بين الناديين.
الدقائق اللاحقة شهدت تكافؤا بين الطرفين في بناء الهجمات انطلاقا من خطيهما الخلفيين، بتركيز على جهود مضاعفة من لاعبي الأجنحة، ورصد لتنامي الصدامات البدنية المتبادلة بين لاعبي خطي الوسطين، وكان من نتيجة ذلك خروج أوناجم في الدقيقة 27، بداعي الإصابة، مع تعويضه باللاعب خضروف. بينما ساهم إعلان الحكم عن حالتي تسلل في حماية الوداديين من انفرادين لمهاجمي الأهلي بالحارس لعروبي، في فرصتين سانحتين للتسجيل.
مستوى ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا طبعه الفتور بعد لجوء المغاربة والمصريين إلى الحيطة من معاودة اهتزاز شباكيهما خلال الشوط الأول، ولم تنجح 3 دقائق أضافها الإثيوبي باملاك ويسا إلى الـ45 دقيقة الأولى في تغيير نتيجة التباري، ليعود لاعبو الوداد والأهلي إلى مستودعات الملابس بالتعادل هدفا لمثله.
الجولة الثانية استهلت بنفس وتيرة الثلث الثالث من الشوط الأول، بتبادل للهجمات التي يتم تكسيرها من لدن المدافعين أو على مستوى وسط الملعب، مع أفضلية نسبية للنادي الأهلي في الاستحواذ على الكرة وتواتر الهجمات، حيث كانت أوضح فرصة للنادي المحلي في الدقيقة 57، حين اضطر قلب دفاع الفريق المغربي إلى قطع تمريرة كانت في طريقها نحو مهاجم ينتظرها قبالة شباك لعروبي الفارغة.
إسماعيل الحداد شد أنفاس الجماهير المغربية، في الدقيقة 66، حين استقبل تمريرة ودادية داخل مربع عمليات الخصوم، لكن تسديدته بالقدم اليسرى أضعفت كرته القاصدة الشباك، وسهلت مهمة حارس الأهلي في الارتماء عليها قبل الإمساك بها، مضيعا هدفا ثانيا كانت إضافته إلى رصيد الوداد متاحة بسلاسة.
الخيار التكتيكي للإطار الوطني الحسين عموتة، مدرب الوداد، انصب على الركون إلى الدفاع والاستثمار في إمكانية تحقيق التقدم بالمرتدات الهجومية، مفضلا تقوية الحضور الدفاعي أمام لاعبي المدرب المصري حسام البدري، الذين كانوا معرضين بشكل مباشر لضغوط الجماهير المصطفة في مدرجات “برج العرب”. وقد ساهم هذا النهج الودادي في تجنيب مرمى المغاربة خطورة لاعبي الأهلي المستعجلين إحراز هدفهم الثاني.
الدقائق الـ15 الأخيرة من لقاء الوداد والأهلي اتسمت بانخفاض واضح في منسوب اللياقة البدنية للاعبي المجموعة المصرية، ولاح ذلك بوضوح من خلال انسلالات جناحي النادي المحلي حين وسمها التثاقل أمام الحرص الدفاعي لظهيري الكتلة البيضاوية القانعة بنتيجة التعادل مع منافسها. وهي الحصة التي اختتمت بها المواجهة في زمنها الأصلي والدقائق الـ4 التي أضافها حكم الساحة كوقت بدل الضائع، رغم الفرصة الخطيرة التي وقف وراءها البديل المخضرم عماد متعب، في الدقيقة 93، بتسديدة من بعد 20 مترا مرت على بعد سنتيمترات من مرمى الوداد.
جدير بالذكر أن مقابلة الإياب لنهائي “أبطال إفريقيا” ستقام يوم الجمعة المقبل على أرضية ملعب كرة القدم بالمركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، وينتظر أن تعرف إقبالا جماهيريا كبيرا لمساندة النادي المغربي المراهن على معانقة التتويج الإفريقي، وضمان التواجد بكأس العالم للأندية الذي ستحتضن فعالياته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر دجنبر المقبل.