خلال ثلاث سنوات الماضية تحركت مياه كثيرة بمختلف مكاتب الجماعات الترابية و طفت على سطح تدبير شؤون المجالس صراعات بين التحالفات الهشة و التي تشكلت إبان حادثة إنتخابات شتنبر 2021.
ومع عودة الجميع من العطلة و تحرك المجالس المنتخبة و المكاتب المشكلة من أجل عقد دورة أكتوبر العادية و التي سيكون فيها الحسم وفق مدونة الانتخابات التي تسمح بإعادة إنتخاب المكاتب من رئيس و نوابه و أعضاء المكتب،حتى تحركت أجنحة جديدة و هي مكونة من المعارضة و الأغلبية الحالية لبعض المكاتب بعد ان تم تأسيس لتحالف هدفه هو إنجاح عملية إسقاط الرؤساء الحاليين بعدة مدن و جماعات ترابية سواء كانت حضرية أو قروية.
أولى البوادر التي إنطلقت من جهة فاس مكناس يحاول من خلالها التحالف المشكل لمجموعة من الجماعات الترابية الى عقد إجتماعات مكثفة من أجل التنسيق و عزل الرئساء عن بعض نوابه الى حين إسقاطه في دورة أكتوبر و التي يعول عليها الكثير لتكون الخط الفاصل لتجديد المكاتب.
مصادر جد مطلعة ،تحدثت عن تنسيق متقدم بين أعضاء كانوا محسوبين على المعارضة و أخرون ينتمون الى الأغلبية ،وباتوا يعقدون إجتماعات الى حين إنتظار دورة أكتوبر لاسقاط الرئيس و سحب منه الثقة من خلال توفر الثلثين من الأعضاء على النصاب القانوني لاعادة إنتخاب رئيس جديد لمجموعة من الجماعات الترابية و المجالس الإقليمية .
حرب التسنيق و التنسيق المضاد أملته فشل رؤساء مجموعة من الجماعات الترابية و كذلك الصراع الخفي و الظاهر بين مكونات التحالف التي إنبثقت في ظروف غير عادية عام 2021 بعد ان قاد حزب التجمع الوطني للاحرار و حزب الاصالة و المعاصرة و حزب الاستقلال تحالفا وطنيا إلا أن تدبير المجالس خلال النصف الولاية الأولى نتج عنه صراع مرير عطل مصالح المواطنين و أدخل التنمية في ثلاجة الانتظار ،فضلا عن سقوط العشرات من المنتخبين في ملفات الفساد فمنهم من يرقد داخل السجون و أخرون ينتظرون مصيرهم من خلال المحاكمات الجارية بمختلف محاكم المملكة،بعد أن رصدت عيون وزارة الداخلية إختلالات خطيرة في هدر المال العمومي و السرقة و التزوير و الرشوة.
دورة أكتوبر ستكون حامية الوطيس و سيعيش رؤساء الجماعات الذين فقدوا الشرعية بين مطرقة العزل و إسقاطهم من مناصبهم و سندان الدفع بتشكيل تحالفات جديدة كانت تعيش على حافة التهميش و الاقصاء مما يفتح الابواب على مصراعيها بين المنتخبون الذين حملتهم رياح إنتخابات شتنبر 2021 و التي بنا من خلالها بعض الاحزاب مجدهم السياسي على حساب حزب العدالة و التنمية الذي بدى يندثر في كل الميادين.