بعد عام من المتابعة… تفاصيل إحباط مخطط خلية“أسود الخلافة” الإرهابية
كشف حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن تفاصيل عملية تفكيك خلية إرهابية أُطلق عليها اسم “أسود الخلافة بالمغرب الأقصى”، والتي كانت تخطط لإقامة فرع لتنظيم “داعش” داخل المملكة. وأوضح الشرقاوي، خلال ندوة صحفية عقدت بمقر المكتب في سلا، أن هذه الخلية التي تم ضبطها في تسع مدن مغربية كانت تمثل مشروعًا استراتيجيًا للتنظيم الإرهابي في المنطقة.
أبرز المسؤول الأمني أن أعضاء الخلية قاموا بتشكيل لجنة مصغرة مكلفة بالتواصل مع غرفة العمليات الخارجية لـ”داعش” في منطقة الساحل، حيث عملوا على تلقي التعليمات وتنسيق العمليات المحتملة. وقد أسفرت التحقيقات حتى الآن عن توقيف 12 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، معظمهم بمستوى تعليمي لا يتعدى الثانوي، باستثناء فرد واحد لم يكمل سنته الجامعية الأولى.
ووفق المعطيات الأمنية، فإن الخلية كانت على ارتباط وثيق بقيادات بارزة في “داعش”، من بينها الليبي عبد الرحمان الصحراوي، الذي تولى توفير الأسلحة لعناصر المجموعة عبر شبكات تهريب. وأكدت التحقيقات أن التنظيم الإرهابي بارك مشروع الخلية في تسجيل مصور يحث على تنفيذ عمليات تخريبية داخل المغرب، ما كان يعني أن الخلية باتت مستعدة للمرور إلى التنفيذ الفعلي.
و بعد عام كامل من المتابعة والرصد، تمكنت المصالح الأمنية من وضع يدها على ترسانة من الأسلحة في منطقة نواحي الراشيدية، قبل أن تصل إليها عناصر الخلية. وقد أثبتت الخبرة التقنية أن هذه الأسلحة في حالة جيدة للاستخدام، مع طمس أرقامها التسلسلية لإخفاء مصدرها.
وشدد الشرقاوي على أن الأجهزة الأمنية المغربية في حالة تأهب مستمر لمواجهة المخاطر القادمة من منطقة الساحل، حيث لم تعد العلاقة بين الجماعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية خفية. وكشف أن المغرب فكك خلال السنوات الماضية 40 خلية إرهابية على صلة بتنظيمات متطرفة في الساحل، من بينها مجموعات كانت ترسل مقاتلين مغاربة للتدريب ثم إعادتهم لتنفيذ عمليات داخل الوطن.
وأكد أن يقظة الأجهزة الأمنية المغربية كانت حاسمة في إحباط مخطط “أسود الخلافة”، مما جنب البلاد كارثة محققة، مشددًا على استمرار الجهود الاستباقية في مواجهة التهديدات الإرهابية.