“برادة” يسعى إلى تعميم التعليم الأولي وتجويدة بأطر بشرية تحت رحمة الجمعيات!
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، التزام الوزارة بتعميم التعليم الأولي على الصعيد الوطني بشكل كلي في أفق عام 2028، واعتباره حجر الزاوية لضمان مسار تعليمي ناجح للأطفال.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أوضح الوزير أن عدد الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي وصل إلى حوالي مليون طفل، يتلقى 900 ألف منهم تعليمهم داخل ثلاث جمعيات كبرى، بينما تتولى 240 جمعية جهوية تأطير البقية. وأشار إلى إدراج أسماء الأطفال لأول مرة ضمن منظومة “مسار”، ما أتاح تتبعاً دقيقاً للحضور وساهم في بلوغ نسبة تعميم وصلت إلى 80% على الصعيد الوطني.
وفي سياق ضمان الجودة، أعلن الوزير عن إطلاق دراسة وطنية بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، تهدف إلى تقييم أثر التعليم الأولي على الأطفال، وقياس أداء الجمعيات حسب المناطق، حيث تتفاوت نسب التغطية بين الجماعات من 60% إلى 90%.
كما كشف برادة عن توجه الوزارة نحو مراجعة الشراكات مع الجمعيات من أجل تطوير الأداء وضمان استدامة الخدمة، مؤكداً أن النموذج المغربي في التعليم الأولي بات يحظى باهتمام إقليمي من دول مثل العراق ومصر.
وفي ما يخص الموارد البشرية، نوّه الوزير بجهود 60 ألف مربية تم تكوينهن عبر 950 ساعة من التأهيل المهني، مشيراً إلى إدماجهن في مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية بعقود عمل دائمة (CDI). كما أكد العمل على تحسين أوضاعهن المادية، مشيداً بما يقدمنه من نتائج إيجابية داخل الفصول الدراسية.
وسبق لمربي ومربيات التعليم الأولي بالمغرب أن نظموا خلال الأشهر الماضية عدة وقفات أمام مقرات المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، على ما وصفوه ب “التهميش والاستغلال”، مطالبين بحقوقهم العادلة والمشروعة.
ورفع المتظاهرون خلال تلك الوقفات شعارات قوية مستنكرة سياسة “الاستغلال والتهميش” التي يتعرض لها مربيات ومربي التعليم الأولي، مطالبين بتحسين أوضاعهم المادية وظروف العمل، كما أدان المحتجون الاقتطاعات غير المبررة الناتجة عن الغياب المدعوم بشهادات طبية.
وشددوا خلال تلك الوقفات بتشبثهم بمطلب الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، إضافة إلى تحسين أوضاعهم المادية عبر زيادة الأجور بما يكفل لهم الاستقرار الوظيفي والمادي.