جالية مليلية تتخلى عن الأضاحي استجابة لتوجيهات الملك وتدعو للتضامن
في خطوة تعكس وعيًا مجتمعيًا عميقًا، أعلنت الجالية المسلمة في مليلية المحتلة عن تخليها طوعيًا عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك.
و يأتي هذا القرار استجابة مباشرة لتوجيهات الملك محمد السادس، التي دعت إلى مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها جزء كبير من المجتمع.
أوضح بيان رسمي للجالية المسلمة بمليلية يوم امس الأحد 25 ماي ،2025 أن هذا القرار يعكس وعيًا جماعيًا متزايدًا بأبعاد الأزمة الاقتصادية الراهنة. خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي، حيث تجاوز سعر كيلوغرام لحم الغنم 16 إلى 18 يورو، مما جعل اقتناء الأضحية “هدفًا بعيد المنال لأغلب الأسر”.
وكشف البيان عن معاناة حقيقية تعيشها العديد من العائلات بمدينة مليلية، مشيرًا إلى أن بعض الأسر لم تتذوق طعم اللحم لأكثر من ستة أشهر. هذا الواقع يجعل العيد مناسبة حزينة تزيد من الفجوة الاجتماعية بدلاً من تعزيز التضامن.
وأكدت الجالية في خطابها الرسمي أن توجيهات الملك ليست مجرد توصيات، بل هي “رسالة مسؤولية وواقعية” تعبر عن قيم الإسلام الحقيقية التي تقوم على التكافل والتراحم.
ودعت الجالية الجزارين والمهنيين إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في دعم المحتاجين خلال هذه الفترة العصيبة. مشددة على أهمية استثمار عيد الأضحى كفرصة حقيقية للتقاسم والتضامن، بعيدًا عن التبذير والحسابات الاستهلاكية، لضمان أن تظل الشعيرة الدينية مناسبة ترفع المعاناة وتقرب الناس إلى جوهر الدين.
تبرز هذه المبادرة كنموذج يحتذى به في الوعي والمسؤولية الاجتماعية، حيث تعكس الروح الحقيقية للمجتمع المسلم في مليلية، مؤكدة أن التضامن والرحمة هما الطريق الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي سياق متناقض، شهد الأسبوع الأخير إقبالًا واسعًا على شراء الأضاحي في مختلف الاسواق المغربية تحت ذريعة حفلات العقيقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم من 60 درهمًا إلى 90 درهمًا، في “خرق سافر للقرار الملكي”.