الممرات العمومية بمراكش بين قبضة المقاهي وتجاهل الجهات المسؤولة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تشتهر مدينة مراكش بجمالها التاريخي، وبمناخها المشمس، وبفضاءاتها المفتوحة التي يقصدها السكان والسياح للاستجمام، خاصة في فصل الصيف. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح من الصعب على المواطن المراكشي البسيط أن يجد طريقًا سالكًا في العديد من الممرات العمومية، خصوصًا تلك الواقعة أمام المقاهي التي امتدت بشكل عشوائي واحتلت الأرصفة والممرات بالكامل.

واقع يومي مزعج: الممرات تحولت إلى ملك خاص

من جليز إلى ساحة الحارثي، ومن بعض أحياء الداوديات إلى الشوارع المحيطة بالحدائق العمومية، وخاصة بتراب مقاطعة منطقة المنارة بات من المعتاد أن تجد الأرصفة محتلة بالكامل من طرف طاولات المقاهي وكراسيها. الممرات التي خُصصت في الأصل للراجلين، تحوّلت إلى مناطق جلوس مغلقة في وجه غير الزبائن. المواطن العادي الذي لا يرغب في الجلوس، يجد نفسه محاصرًا، يُضطر للنزول إلى الطريق أو المرور بصعوبة بين الكراسي والطاولات.

أصوات من الميدان: “الحق في المرور أصبح حلمًا”

يقول أحد سكان حي الازدهار: “أمام كل مقهى، هناك طابور من الكراسي يحتل الرصيف، ولا أحد يحترم الممرات. حتى ممرات ذوي الاحتياجات الخاصة اختفت، لا أثر لها.”
وتضيف ربة منزل من منطقة جليز: “لم أعد أستطيع المشي بحرية مع أطفالي. الممرات أمام المقاهي صارت كأنها ممتلكات خاصة، وإذا مررنا، ينظرون إلينا باستغراب وكأننا نتطفل.”

انعدام الرقابة وتراخي الجهات المسؤولة

الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة تتوسع يومًا بعد يوم، في غياب تدخل حقيقي من السلطات المحلية بمراكش. يتم التغاضي عن تجاوزات واضحة لقوانين استغلال الملك العمومي، التي تفرض الحفاظ على ممر آمن للمشاة لا يقل عرضه عن متر ونصف، وهي قاعدة نادرًا ما تُحترم.

انعكاسات سلبية على صورة المدينة

إضافة إلى التضييق على المواطنين، فإن هذا الوضع ينعكس سلبًا على صورة مراكش كوجهة سياحية. الزوار يتفاجؤون بعدم قدرتهم على التنزه بحرية أو الوصول إلى بعض المعالم بسبب احتلال الممرات، ما يُضعف تجربة السياحة الثقافية التي تُعرف بها المدينة.

مطالب عاجلة للتدخل

  • تفعيل قرارات تحرير الملك العمومي بصرامة.
  • إجراء جرد شامل للمقاهي المخالفة واتخاذ إجراءات فورية.
  • تحديد مناطق يمنع فيها كليًا استغلال الأرصفة.
  • إطلاق حملات تحسيسية بأهمية احترام المجال العام.

وفي الختام فمدينة مراكش، لم يعد المشي على الرصيف حقًا مضمونًا، بل أصبح تحديًا يوميًا في مواجهة كراسي المقاهي التي تزحف على الملك العمومي وسط صمت الجهات المعنية. وإذا لم يتم تدارك الوضع، فإن الفضاءات التي تجمع الناس ستتحول تدريجيًا إلى مساحات مغلقة، لا تستقبل إلا من يدفع، وتقصي البقية من مشهد المدينة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.