“الأسد الصاعد”: إسرائيل تهاجم إيران و تصعيد غير مسبوق يهدد المنطقة
في تصعيد خطير وغير مسبوق، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إيران، حملت اسم “الأسد الصاعد”، مستهدفةً البرنامج النووي الإيراني وقيادات بارزة في الحرس الثوري.
فجر اليوم الجمعة، شهدت العاصمة الإيرانية طهران غارات جوية إسرائيلية عنيفة، أدت إلى مقتل قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي اللواء غلام علي رشيد، ورئيس الأركان محمد باقري.
ضربة استباقية وتحذيرات متبادلة
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن الغارات الجوية تمثل “ضربة استباقية” ضد إيران، مؤكدًا أن “دولة إسرائيل وسكانها المدنيون سيتعرضون بصورة وشيكة لهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة” ردًا على ذلك.
وعلى الفور، أعلن كاتس حالة “طوارئ خاصة” في الجبهة الداخلية الإسرائيلية. جاء هذا التصعيد بعد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة للمواقع النووية في إيران.
من جانبه، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الليفتاننت جنرال إيال زامير الغارات الجوية بـ”الحملة التاريخية التي لا مثيل لها”، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن نتيجتها قد لا تكون “نجاحًا مطلقًا”، داعيًا المواطنين الإسرائيليين للاستعداد لرد إيراني محتمل، مشيرًا إلى أن الخسائر المتوقعة قد تكون “مختلفة عما اعتدنا عليه”.
أهداف واسعة وعواقب وخيمة
أكد الجيش الإسرائيلي أنه “أنجز المرحلة الأولى” من الهجوم، والتي شملت “عشرات الغارات على عشرات الأهداف العسكرية، بما في ذلك أهداف نووية في مناطق مختلفة من إيران” بواسطة عشرات الطائرات المقاتلة. وقد دوت صفارات الإنذار في إسرائيل بشكل استباقي، وأعلن الجيش الإسرائيلي تغيير إرشادات السلامة المدنية والعامة، بما يحظر الأنشطة التعليمية والتجمعات والتواجد بأماكن العمل.
مسؤول عسكري إسرائيلي أكد أن الهجوم استهدف مواقع نووية وعسكرية في إيران، بالإضافة إلى قيادات إيرانية، موضحًا أن إسرائيل “تعمل على ضمان عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية وإزالة التهديد الوجودي”، وأنها “مستعدة للدفاع عن نفسها في مواجهة أي رد إيراني”. وأشار إلى أن “العمليات ضد إيران لا تزال مستمرة”، وأن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن إيران لديها القدرة على شن هجوم “في أي لحظة”.
طهران تحت القصف.. ردود فعل دولية
أكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت “مرّات عدة” مفاعل نطنز، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، وعرض مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع. كما سمع دوي انفجارات في شمال شرق طهران، وطالت الهجمات أحياء سكنية تضم قيادات بارزة من الحرس الثوري والقوات المسلحة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن السلطات علّقت جميع الرحلات الجوية في مطار الخميني الدولي جنوب طهران.
على الصعيد الدولي، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إسرائيل “اتخذت إجراءً أحاديًا ضد إيران الليلة. لسنا متورطين في ضربات ضد إيران”، مضيفًا أن واشنطن تلقت بلاغًا من إسرائيل بأنها تعتقد أن “هذا الإجراء كان ضروريًا للدفاع عن نفسها”. وطالب روبيو طهران بعدم استهداف المصالح أو الأفراد الأمريكيين في المنطقة، مؤكدًا أن “الأولوية القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”.