مسيرة الأقدام في أيت بوكماز… صرخة جبال من أجل الإنصاف

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في مشهد مؤثر حمل في طياته الكثير من الرمزية، خرج العشرات من ساكنة منطقة أيت بوكماز صباح اليوم الأربعاء، في مسيرة سلمية غير مسبوقة نحو مقر جهة بني ملال خنيفرة، حاملين على عاتقهم هموم التهميش، ومطالبين بما أسموه “الإنصاف المجالي” و”كسر جدار الصمت التنموي” الذي طال مناطقهم الجبلية لسنوات.

المسيرة التي قطعت عشرات الكيلومترات بين الوديان والمرتفعات، كانت تعبيرًا صارخًا عن حجم الإحباط الذي يخيم على المنطقة. المحتجون لم يحملوا إلا شعاراتهم وأصواتهم، ولم يرفعوا سوى مطالب بسيطة: مستشفى يليق بالبشر، طريق تقاوم الثلج، ومدرسة تُحارب الأمية والنسيان.

غير أن الرحلة إلى مركز الجهة لم تكتمل. فقد اعترضت السلطات المحلية طريق المتظاهرين وسط جبال أيت بوكماز، محاولة ثنيهم عن إتمام المسير، لكن دون استعمال العنف أو القوة. وتم التعامل مع الوقفة بروح من التهدئة، بينما ظل المتظاهرون متمسكين بسلميتهم، مرددين هتافات مثل: “سلمية سلمية.. لا حجرة لا جنوية”.

ما أثار الانتباه في هذه الخطوة هو انضمام رئيس الجماعة القروية، خالد تيوكين، إلى المسيرة، متخليًا عن موقعه الرسمي ليُشارك المواطنين أقدامهم وهمومهم. مشهد نادر في السياق المحلي، عكس إحساسًا عميقًا بالمسؤولية، ورسالة سياسية مفادها أن التنمية ليست شعارات تُلقى من المنصات، بل مسار مشترك يُمشى على الأقدام أحيانًا.

أيت بوكماز، هذه الرقعة الجبلية الساحرة، التي غالبًا ما تُعرض في الصور كبقعة خضراء تجذب السياح، تعاني في الواقع من بنية تحتية مهترئة، ونقص فادح في المرافق الصحية والتعليمية، وعزلة تُفاقمها وعورة المسالك وقسوة المناخ.

رسالة ساكنة أيت بوكماز اليوم واضحة: نحن لا نطلب امتيازات، فقط نُطالب بالعيش الكريم.. كغيرنا من أبناء هذا الوطن.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.