مستشفى المولى إسماعيل بقصبة تادلة… صرح صحي خارج الخدمة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في قلب مدينة قصبة تادلة، يقف مستشفى المولى إسماعيل شامخاً من حيث البنية، لكنه متآكل من الداخل، بعد أن تحوّل إلى مرفق شبه معطل، يئن تحت وطأة الإهمال وغياب التجهيزات والموارد البشرية، في مشهد يلخص معاناة مستمرة للساكنة مع خدمة صحية تفتقر إلى الحد الأدنى من الكرامة.

المستشفى، الذي كان في سنوات ماضية يستقطب المرضى من المدينة والمناطق المجاورة ويُجري عمليات جراحية متعددة التخصصات، بات اليوم عاجزاً عن استقبال حتى الحالات المستعجلة، وسط خروقات تدبيرية واختلالات واضحة في التسيير.

من داخل المستشفى، تصرخ التفاصيل بالصمت: غرفة العمليات تحولت إلى فضاء مهجور تتدلى فيه خيوط العنكبوت، وتعلو أرضيته بقايا تجهيزات صدئة أتلفتها الأمطار المتسربة من السقف، بينما تراجع مستوى النظافة إلى درجات مقلقة تنذر بخطر مضاعف على المرضى والعاملين على حد سواء.

ويزيد من تعقيد الوضع غياب الأطر الطبية الكافية، وعلى رأسها الأطباء المداومون، ما يضطر المرضى، حتى في الحالات الحرجة كالنزيف الحاد أو الولادات المعقدة، إلى قطع عشرات الكيلومترات نحو المستشفى الجهوي ببني ملال. هذا التنقل يتم غالباً بوسائل غير مجهزة طبياً، ما يضاعف من خطر تعريض المرضى لمضاعفات صحية خطيرة، بل وحتى فقدان الحياة.

وفي خضم هذا الفراغ الطبي، تبرز حالة طبيبة رفضت العمل بالمناوبة الليلية رغم توجيهات الإدارة، ما خلق شللاً شبه كامل في مرفق المستعجلات خلال فترات الليل. ويؤكد متتبعون للشأن المحلي أن هذا الرفض تم التبليغ عنه في عدة تقارير إدارية دون أن يترتب عنه أي إجراء تأديبي واضح، مما زاد من حدة الاحتقان داخل المستشفى وخارجه.

ورغم احتجاجات الساكنة، ونداءات الجمعيات الحقوقية والمدنية المطالبة بتأهيل المستشفى وإعادة الروح إليه عبر توفير التجهيزات والأطر اللازمة، إلا أن رد فعل الجهات الوصية ظل باهتاً، مقتصراً على زيارات متفرقة وصفها المواطنون بـ”الشكلية”، إذ لم تترجم إلى أي قرارات عملية أو إصلاحات ملموسة على أرض الواقع.

الوضع بمستشفى المولى إسماعيل يختصر معاناة مدينة بأكملها، تتطلع إلى أن يتحوّل هذا المرفق الصحي من “واجهة معمارية” إلى مركز حقيقي للرعاية والخدمات الطبية، في إطار يربط المسؤولية بالمحاسبة، ويضع صحة المواطن فوق كل اعتبار.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.