مقابر تتحول إلى فضاء للابتزاز… زوار القبور بين خشوع الزيارة وضغط المتربصين

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في القصر الكبير، حيث يقصد الناس مقبرة مولاي علي بوغالب بحثاً عن لحظة خشوع وطمأنينة قرب أحبّتهم الراحلين، يجد الزائر نفسه أمام مشهد مناقض تماماً لقدسية المكان. هناك، لا يواجه المرء فقط صمت الموتى، بل أيضاً أصواتاً بشرية تحاول تحويل حرمة القبور إلى مصدر للابتزاز.

قصص الزوار كثيرة، تتشابه في تفاصيلها حدّ التكرار: أشخاص يتقدمون بخدمات لم يُطلب منهم تقديمها – زجاجات ماء، تنظيف قبر، أو إرشاد نحو مكان الدفن – ثم ينقلب الأمر سريعاً إلى مطالبة ملحّة بمبالغ مالية قد تتطور أحياناً إلى إكراه. إحداهن روت أنها قدمت 10 دراهم شكراً لأحد الشباب بعدما سقا قبر والدها، لتفاجأ بمطالبته بمزيد من المال، بطريقة جعلت لحظة التأمل والذكرى تتحول إلى ارتباك وخوف.

هذه الممارسات لا تسيء فقط لحرمة الموتى، بل تجرّد الزيارة من معناها الروحي، وتثقل كاهل الزوار بشعور بالقلق بدل السكينة. ومع تكرار هذه الوقائع، يتزايد السؤال الحارق: كيف تُترك أماكن كهذه نهباً لأشخاص يستغلون هشاشة اللحظة الإنسانية، دون رادع أو مراقبة حقيقية؟

إن حماية المقابر ليست مجرد شأن أمني، بل مسؤولية مجتمعية أيضاً، لأنها فضاءات للذاكرة المشتركة والاحترام، لا ينبغي أن تتحول إلى مسرح للابتزاز أو الاستغلال. وبين حاجة الزوار إلى الطمأنينة وواجب السلطات في التدخل، يبقى الأمل معقوداً على أن تستعيد هذه الفضاءات قدسيتها، لتبقى المقابر أماكن للسكينة، لا ميادين للمضايقات.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.