من تارودانت إلى سيدي إفني… خرائط “جيوفضائية” حديثة تعيد اكتشاف الثروات الدفينة في قلب الجنوب المغربي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بفضل ثورة التكنولوجيا الفضائية التي باتت تفتح آفاقاً غير مسبوقة لاستغلال الثروات الباطنية، كشفت دراسة علمية حديثة صادرة عن مجلة “ساينتيفيك ريبورتس” المرموقة التابعة لمجموعة “نيتشر” الدولية في نهاية عام 2025، عن تصدر منطقتي كَردوس وآيت عبد الله بالأطلس الصغير الغربي لقائمة المواقع الجيولوجية الأكثر قيمة معدنية في المغرب، محققةً بذلك اختراقاً علمياً يضع المملكة في قلب الدينامية العالمية للاستكشاف المنجمي الرشيد.

وأوضحت الدراسة، التي أنجزها فريق بحثي دولي يضم كفاءات مغربية، أن توظيف تقنيات الاستشعار عن بعد المتطورة التي دمجت بين صور القمر الصناعي “لاندسات 8” ومعطيات رادار “سنتينيل 1″، مكنت من إعداد خرائط ليتو-بنيوية بدقة متناهية تجاوزت عوائق التضاريس الوعرة والتكاليف الباهظة للبحث الميداني التقليدي.

وأثبتت النتائج وجود ارتباط وثيق بين البنيات التكتونية المعقدة وتراكمات النحاس في مواقع استراتيجية مثل “تازالاغت” و”أكوجكال”، حيث كشفت المعالجة الرقمية للبيانات عن تفاصيل دقيقة لصخور قاعدية تعود إلى العصر “الباليوپروتيروزوي” في نواة آيت عبد الله بإقليم تارودانت، وتكوينات صخرية وبركانية هائلة في نواة كَردوس بإقليم سيدي إفني تصل سماكتها إلى ألفي متر.

وبينما أظهرت التحليلات الطيفية والمكونات الرئيسية سيادة اتجاهات صدعية محددة (شمال شرق-جنوب غرب في آيت عبد الله، وشمال غرب-جنوب شرق في كَردوس) وجهت العروق المعدنية والسوائل المنجمية عبر العصور، أكد العمل الميداني والتحقق الحسي في مناطق مثل “تيغرت” و”إيزونيدن” صحة هذه الخرائط الرقمية بنسبة تطابق عالية، مما يعزز من جاذبية المنطقة للاستثمارات المنجمية الدولية ويوفر قاعدة بيانات علمية رصينة لدعم استخراج الموارد الطبيعية الاستراتيجية في سياق الطلب العالمي المتزايد.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.