لم يتقبل متتبع لبرنامج رياضي مباشر على إحدى المحطات الإذاعية المغربية الخاصة، مساء الخميس 9 نونبر 2017، ما نعثه سلوكا تعبيريا عدائيا لمدرب المغرب التطواني، الجزائري بنشيخة، تجاه الوحدة الترابية للمملكة التي خلدت من خلالها قبل يومين الذكرى 42 على انطلاق المسيرة الخضراء لاستكمال الوحدة الوطنية، وذلك، أثناء تركيز حديثه على الشهرة التي استطاع بناؤها منذ التحاقه بالبطولة الإحترافية الوطنية باعتباره مدربا، وقدرته على القيادة للفرق التي مر بها على رأس إدارتها التقنية، ومس بتعبيره الذي عده متتبع للبرنامج في اتصال بجريدة الملاحظ جورنال الإليكترونية، مشاعر كل من كان لحظتها من متتبعي البرنامج من المغاربة، الذين لا محالة في أن وعيهم لحوار الإذاعة المغربية الخاصة مع بنشيخة قد استوقفه تعبير “المغاربة كيعرفوني من طنجة حتى الجهة الأخرى”.
الجملة التعبيرية للمدرب الجزائري بالبطولة الوطنية الإحترافية، تستبطن بلفافة الصلف ولغة العتو التوجه العلني الإستعدائي لسيادة المملكة المغربية على كامل ترابها الذي بحكم الشرعية التاريخية، التي اقتطف منها الخطاب السامي لجلالة الملك في تخليد الذكرى 42 على تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة، أقرب حجية قريبة من هذه الشرعية التاريخية، والتي تناولها جلالته من خلال حرص وثبات السلطان المغفور له، زعيم النضال الوطني من أجل الحرية والإنعتاق، محمد الخامس على مجاذبة الإحتلال الإسباني للمناطق الجنوبية للمغرب، قبل أن تنعم الجزائر باستقلالها، وهذه الحقيقة التاريخية ببعدها السيادي للمغرب على أقاليمه الجنوبية، هي ما حاول تعبير بنشيخة في امتداد تعبيره “حتى الجهة الأخرى”، مشاكستها في تبني للتوجه الرسمي للحكومة الجزائرية، وفي ما تعتبر امتدادا للهجوم الساقط الذي قاده وزير الخارجية للجزائر قبل أيام على المؤسسات الوطنية للدولة المغربية، والتي أظهرت كونه لا يفقه في الفقه السياسي غير أنه “عدو” لوجود حضاري وثقافي تجاوز 14 قرنا من التشييد والخلق والبناء المادي والموضوعي لصرحه الذي ليس فقط يصعب، إنما يستحيل النيل من علوه وشهوقه وتعاليه وثبات ورسوخ رسمه في التاريخ السياسي للإنسانية، ولا يعقل من هذا الموقف المتشرذم لوزير الخارجية الجزائري “مساهل” والذي استعاده تعبير بنشيخة بقول “الجهة الأخرى”، إذا تمت رؤيته من خلال النظريات السياسية، أنه لا يخرج عن المثل العربي القائل، ” عقل لا يحيض ولا يبيض”.
فتلك الجهة التي لم يسميها بالتقييد والتحديد، “الكويرة”، تجسد في التاريخ الوطني المغربي في حقبه وعصوره ومحطاته، ترابا وطنيا موطنا في السيادة التي أقر بحجيتها قضاء محكمة العدل الدولي بمغربية الصحراء، وأحقية المغرب في صحراؤه، وكما قال جلالة الملك في إحدى خطبه “المغرب في صحراؤه والصحراء في مغربها”، ثم أن استعادة “بنشيخة” للقول بشهرته في المغرب مدربا، التعبير الذي يبلور المغاربة عبره “الوحدة الترابية للمملكة” في ربط له من الدلالة السيادية للمملكة على ترابها الوطني، والربط الجغرافي لهذه الوحدة الترابية من “الشمال” إلى “الجنوب”، بتعبير “من طنجة إلى الكويرة”، كان من الحكمة أن يتجنبه على الأقل بنشيخة والإستعاضة بدله بتعبير (كل المغاربة كيعرفوني”، مادام يعرف مسبقا بأن ذكر الأقاليم الجنوبية للمملكة من خلال تعبير “من طنجة إلى الكويرة”، الذي حرص المغاربة في صياغته على مقومات صياغة باب رفيع في القول “المثل”، الذي يحتج به كما هو، وبصيغته ولغته وبناؤه، إذ هو لا يقبل التصرف فيه، فإما أن يؤخذ كله أو يترك كله، خصوصا، وأن تعبير المغاربة أينما وجدوا كونيا، على الوحدة الترابية/ الجغرافية للمملكة المغربية “من طنجة إلى الكويرة”، يقوم ثابتا من ثوابت الأمة المغربية الثلاثة، والمستظلة أجمعها بالشعار المعبر عن هذه الوحدة والساقي للدم في شرايينها “الله- الوطن- الملك”.
تلك “الجهة” التي هي من عفت أن تذكر على لسانك، تسمى “الكويرة المغربية”، مدرب بنشيخة الذي لا يرغب في تفكيك دلالته الإسمية ومرجعيته اللغوية في الدارج الوطني.