وجهت فعاليات المجتمع المدني بالمدينة العتيقة لمراكش وبمنطقة جامع الفنا والأسواق والفضاءات التجارية المحيطة بها، رسالة إلى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، تعبر من خلالها عن استيائها وانزعاجها مما أسمته بعدم تطرق رئيس الحكومة في خطاباته وتصريحاته للوضعية الخطيرة التي يجتازها قطاع الصناعة التقليدية والتجار والمهنيين الصغار بسبب الوضع الذي فرضته جائحة فيروس كورونا والإكراهات المرتبطة بالتدابير المتعلقة بها.
وأوضحت الجمعيات ذاتها ، أن قطاع الصناعة التقليدية والتجار والمهنيين الصغار، تشغل عددا كبيرا من اليد العاملة وتعيل الآلاف من الأسر، وتعتبر من أكثر القطاعات التي تعرف تضررا كبيرا و تدهورا خطيرا، و مع ذلك لم تحظ في رؤية الحكومة بأية أولوية، ولم تضع لها برامج و تصورات وحلول واقعية ومستشرفة إسوة بباقي القطاعات.
و قالت الجمعيات في رسالتها، التي وجهت نسخة منها إلى كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي ووالي جهة مراكش آسفي، إنه مع إعلان حالة الطوارئ وتقييد الحركة سارع كل التجار و المهنيين الصغار إلى الاستجابة لنداء الوطن وإغلاق محلاتهم التجارية وانخراطهم المتلاحم المسؤول في تدابير الحجر الصحي، إلا أنه مع توالي الأيام اشتدت الأزمة واحتدت المعاناة لشريحة واسعة منهم خصوصا المشتغلين في قطاع الصناعة التقليدية الذين كانوا يعانون قبل ظهور الفيروس من تراجع كبير في نشاطهم ترتب عنه صعوبة كبيرة في تدبير سبل العيش وكابدوا محنة الديون التي أثقلت كاهلهم ، لتأتي الجائحة بتداعياتها لتوصلهم إلى حالة احتضار مالية واجتماعية بسبب التوقف الكامل لأنشطتهم، بما صاحب ذلك من تدهور شامل لوضعهم وعدم قدرتهم على تدبير حتى مستلزمات الحد الأدنى لقوتهم اليومي.
و طالبت الجمعيات الموقعة على الرسالة من الوزارات الوصية و لجنة اليقظة الاقتصادية بالانكباب الفعلي لإيجاد كل السبل والوسائل المبتكرة لتمكين قطاع التجار والمهنيين الصغار والصناع التقليديين من إعادة إحيائه وإنعاشه و إرجاع عافيته ومواكبته وبحلول ناجعة، لاسيما أن الآثار الوخيمة قد تمتد لمدة أطول بالنسبة للقطاعات التي لها ارتباط مباشر على القطاعات المذكورة وفي مقدمتها قطاع السياحة.
يذكر أن الآلاف من الأسر التي تعيش من مداخيل المحلات التجارية الصغيرة وورشات الصناعة التقليدية المتواجدة بساحة جامع الفنا وباقي الأسواق بالمدينة العتيقة لمراكش، تعاني أوضاعا جد مزرية جراء الإغلاق التام لهذه المحلات بسبب تفشي جائحة كورونا، وهو ما دفع الكثير منهم إلى بيع أثاث منازلهم لتدبير مستلزمات عيشهم اليومي، وهو ما يستدعي تدخلا مستعجلا لمعالجة أوضاعهم والمساهمة في إعادة انطلاق نشاطهم