يكاد مصطلح الإستبداد الذي يشكل المشترك في التدبير السياسي في المنطقة العربية، والمعول عليه في التغيير بصيغة الفصول الأربعة، يفصح عن مسلسل كيدي تحبك خيوطه بشراكة الدول العظمى ذات التوجه الإمبريالي، التي تتغيا الإنقضاض على مراكز القرار العربية المشكلة للنقيض الإقتصادي، لتحويل الخيرات إلى ما يخدم قوتها ويحفظ على مصالحها.
والقول لحلحلة الأوضاع العربية تحت مقتضيات التغيير، هو مجرد افتراء يجانب واقع انتظارات شعوب المنطقة.
ويفضح ما وقع بالعراق تحت لافتة القضاء على الإستبداد، هزال الحركة التصحيحية، التي قام بها الشيعة العراقيون، والتي أدت أجندتهم إلى دخول غلاة شيعة العراق محمولين على الدبابات الأمريكية، ليضعوا نهاية مأساوية لرمز من كبار رموز السنة بالمنطقة، ويسرقوا حكم العراق تحت شعار القضاء على الإستبداد، وليتحولوا في نفس اللحظة إلى مشروع للقتل والتهجير في الرمادي، وفي تكريت، وفي غيرهما، طال السنة الرافضين لهمجية المتشيعين الذين استباحوا دماء وحرمات إخوانهم في الوطن وفي الدين.
لا مراء في أن المخطط الشيعي في المنطقة العربية، يضع ضمن أولوية أجندته، تغيير ملامح المناطق السنية، واستبدالها بفرشة دموية لا محيد عنها ضمن استراتيجية مشروعهم الصفوي/ التصفوي الذي يبيح قتل المسلم حتى في أقدس بقعة تحتضن رفات أقدس خلق الله، مخالفين بذلك قول الرسول الأعظم إلى بني شيبة وهو يسلمهم مفاتيح الكعبة “لا ينزعها منهم إلا ظالم”.
لقد ارتضى الشيعة أن يخالفوا قول خير الأنبياء، في تكريم تلك الأسرة، وخططوا في بروتوكولاتهم السرية حسب بعض المصادر، إلى الإساءة إلى الأماكن المقدسة، وإلى الحجيج الذين يشكلون لذا السنة ضيوف الرحمان.
من خلال البروتوكولات التي وضعها الشيعة نهجا لتقديس الحوزات والمشاهد الشيعية، مقابل التنكر للمقدسات في السعودية، أمر يحتاج إلى كثير إعداد واستعداد لهذا المخطط القائم على إلقاء “الآخر”/ السنة، وتجذير ال “هم”/ الشيعة بلغة السلاح والنار.
طغت في الآونة الأخيرة، بعد تنفيذ حكم شرعي في “النمر”، موجة من الإحتجاجات خاصة من دولة الصفويين، احتجاجا على تنفيذ هذا الحكم، وألبوا أتباعهم، من الحوثيين والبحرينيين، وصفوفهم في لبنان للإحتجاج على إعدام النمر وغيره، لإحساسهم بأن النمر الغربي بدأ يتحرك في المنطقة للدفاع عن حمى الوطن العربي، وحماية بيضة الإسلام السني.
تشكيل الجيش الإسلامي الذي بدت معالمه في أفق الواقع السياسي الجديد بالمنطقة، يعد في نظر الكثيرين خطوة إيجابية في تحقيق ما كان مستحيلا بحكم واقع التفرقة بين الشعوب العربية، والذي ظل علامة فارقة في جغرافيا الجنس العربي المسلم.
التغيير في ظل المعطيات الجديدة لا معنى له في حصره في شخوص الحكام، بل سيتبلور في القدرة على جمع شتات الأمة، وهو مطلب آني ومرغوب فيه، وهو وحده الكفيل بإرساء ديمقراطية تحت تأثير التكثل العربي الذي سيفرض وضعا وصيغة جديدة للحكم بالبلاد العربية.
ما يعني،، أن اجتماع كلمة الأمة العربية، هو السبيل الأجدر بتثبيت روح الديمقراطية بعيدا عن الكشوفات الفردانية المتقوقعة قي ضيق الجغرافية وضيق الأفق.