يعيش الطلبة المغاربة بأوكرانيا، أمام مصير مجهول، بعد رفض عدد من الجامعات، اعتماد نمط الدراسة عن بعد، على خلفية تحذيرات حدوث غزو روسي محتمل على البلاد، خلال الأيام المقبلة.
حسام، أحد هؤلاء الطلبة المغاربة بأوكرانيا، يقول في تصريح لجريدة “العمق”، إنهم “باتوا مهددين بالطرد من جامعاتهم بعد رفضها اعتماد نمط التعليم عن بعد إلى حين استقرار الأوضاع في البلاد”.
وأوضح حسام، وهو طالب طب بإحدى الجامعات الحكومية، أن “الطرد من الجامعة يعني الطرد من البلد ككل، لهذا قرروا تنظيم مظاهرات أمام مقر الجامعات للمطالبة برخصة مغادرة البلاد واعتماد التعليم الالكتروني”.
ورجح الطالب، أن “الجامعة تخشى مغادرة الطلبة أوكرانيا دون دفع باقي مصاريف الدراسة، التي تصل تكاليفها لأزيد من مليوني سنتيم للدورة الدراسية الواحدة أي ما يعادل أكثر من أربعة ملايين سنتيم للسنة”.
وأورد أن “عدد من الطلبة المغاربة بدأوا يحزمون أغراضهم الشخصية، استعدادا لمغادرة البلاد في أقرب وقت، وسط مخاوف كبيرة من عدم قدرتهم على إستكمال دراستهم وضياع سنوات من التعب”.
وبخصوص مطالب الطلبة المغاربة، تابع بالقول إنهم “يدعون سفارة المغرب إلى التواصل مع الجامعات في أوكرانيا من أجل إيجاد حل لمشكل الدراسة ضمانا لمستقبلهم الأكاديمي وكذا عدم ضياع مصاريف الدراسة”.
وحول الأوضاع العامة في البلاد، يقول إن “المدينة التي يعيش فيها وهي “دنيبرو” مستقرة، حيث مازال المواطنون يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، في حين أن مدن أخرى تشهد عملية إنزال عسكري”.
وتحدث الطالب المغربي عن تذاكر الطائرة، مفيدا بأن “ثمنها ارتفع بمعدل ثلاثة أضعاف، حيث وصلت رحلة العودة إلى المغرب لـ8000 درهم، بينما هناك تذاكر أصبح ثمنها أزيد من مليون سنتيم، وفق تصريحات زملائه في الدراسة”.
ويبلغ عدد الطلبة المغاربة في أوكرانيا 8233 طالبا لحدود عام 2021، ويحتلون المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على البلاد للدراسة، بحسب أرقام رسمية حديثة نشرتها وزارة التعليم الأوكرانية.
وكانت سفارة المملكة المغربية في كييف، قد أوصت المواطنين المغاربة المتواجدين في أوكرانيا، بمغادرتها حرصا على سلامتهم، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية، في أعقاب وجود تحذيرات دولية من هجوم روسي وشيك.
وجاء التحذير، بعد خروج وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بتصريح صحفي يقول إن “قوات روسية جديدة تواصل التدفق على الحدود الأوكرانية، وقد تتدخل عسكريا في أراضيها “بأي لحظة”.
وكان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قد دعا المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام إلى الكف عن نشر الذعر بشأن “الغزو الروسي” المحتمل، محذرا من أن “هذه التصريحات “غير المدروسة” تضر باقتصاد بلده”.