بعد تفجير مواطن أجنبي لفضيحة السمسرة بالمحكمة الابتدائية بالصويرة، التي جرت محاميا للتحقيق والمتابعة بتهم ثقيلة رفقة سيدة أعمال وموظفة نافذة بباشوية الصويرة، أطاحت عائلة ثرية بطنجة بمحام ثان ينتمي لهيئة الرباط، بعد أن عرضها لعملية نصب واحتيال جد خطيرة، حيث تعهد بالتدخل لدى جهة قضائية رفيعة المستوى بالعاصمة الرباط، للإفراج عن شابين متابعين بمحكمة الاستئناف بطنجة في قضايا إجرامية متعددة، مقابل تسلمه مبلغا ماليا كبيرا ناهز 45 مليون سنتيم لكل متهم.
وكانت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط تفاعلت بالسرعة والجدية اللازمتين مع شكاية الأسرة التي تعرضت لعملية النصب من طرف المحامي وعشيقته وأحد الوسطاء، حيث أمرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق عاجل في الموضوع أفرز معطيات صادمة تتعلق بالسيناريو الخطير الذي اعتمده المحامي وعشيقته والسمسار للسطو على مبلغ مالي قدر بحوالي 90 مليون سنتيم، حيث أحيلوا، على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، الذي استمع إليهم، قبل إحالتهم على قاضي التحقيق، الذي قرر إيداعهم السجن ومتابعتهم في وضعية اعتقال، مع رفض طلب السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع المحامي، وقد حددت المحكمة تاريخ السادس من شتنبر للشروع في استنطاقهم تفصيليا حول التهمة الموجهة إليهم وهي النصب والاحتيال والمشاركة.
وفي تفاصيل مرتبطة بهذه الفضيحة التي هزت الوسط القضائي وهيئة المحامين بالرباط، خاصة أنها جاءت على بعد أيام فقط من اعتقال محام آخر، وإدانته بثلاثة أشهر حبسا نافذا بعد ضبطه في وضعية تلبس بتمرير أشرطة «بورنو» إلى أحد السجناء بسجن العرجات، ذكرت “الأخبار” أن الأسرة «الطنجاوية» الثرية تقدمت بشكاية رسمية للنيابة العامة بالرباط ضد المحامي، بعد أن فقدت الأمل في وعوده، بعد إدانة الشابين المعتقلين، موضوع الصفقة، ابتدائيا واستئنافيا بعقوبة سجنية قاسية مطابقة لخطورة التهم المنسوبة إليهما. وتفيد معطيات الملف بأن المحامي تسلم مبلغ 90 مليون سنتيم من الأسرة بمواقع موزعة بين طنجة والرباط، متعهدا برفع الطلب إلى «صديقه» المقرب الرئيس المنتدب للسلطة القضائية عبد النباوي للتدخل والإفراج عنهما وعدم إدانتهما.
وبمجرد أن فطنت الأسرة لعملية النصب مع توالي الأحكام الابتدائية والاستئنافية واجهت المحامي بتهديدات مباشرة بفضح المستور، اعتمادا على التسجيلات الخطيرة التي تتوفر عليها ووصولات التحويلات المالية، قبل أن يجدد المحامي المناورة، ويقدم على استدعائهم للرباط من أجل لقاء الرئيس المنتدب للسلطة القضائية شخصيا، وهي المبادرة التي شكلت منعطفا خطيرا في مسلسل النصب، بعد أن حلت الأسرة المعنية بالعاصمة الرباط ووجدت في استقبالها بإحدى المقاهي المحامي وعشيقته التي قدمها زوجة والي وجدة السابق والكاتبة الخاصة للرئيس المنتدب عبد النباوي، وأكد أن هذا الأخير انتدبها شخصيا لتنوب عنه في طمأنة الأسرة على مصير أبنائها المعتقلين بطنجة.
العشيقة التي انطلقت منها الأبحاث اعترفت بكل التفاصيل وأقرت أنها كانت تؤدي أدوارا محددة في هذا السيناريو بناء على توجيهات مخرجه، وهو من أوحى لها بانتحال صفة كاتبة خاصة لعبد النباوي وزوجة والي وجدة السابق، وقد توبعت بتهمة المشاركة في جناية النصب والاحتيال، وهي التهمة نفسها التي وجهتها المحكمة للوسيط الذي تم إيداعه السجن، أول أمس، رفقة المحامي وعشيقته.