كشفت تقارير إعلامية فرنسية عن مناورات عسكرية ثنائية مشتركة ستجمع الجيشين المغربي والفرنسي خلال هذا العام، وفق ما كشفت عنه صحيفة “لوبينيون” واسعة الانتشار، وهو ما يرجح أن يكون سببا وراء زيارة الجنرال الفرنسي، ريجيس كولكومبيت، مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، إلى المغرب ولقائه مع فاعلين في المجال”، وفق ما أعلنته سفارة باريس بالرباط بشكل مقتضب.
وتثير هذه الزيارة وما قد يترتب عنها من إعلان مناورات عسكرية بين الجانبين العديد من التساؤلات عن دلالاتها، خاصة أنها جاءت في ظل توتر دبلوماسي صريح بين المملكة وفرنسا.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أن “هذه المناورات تدخل في إطار التعاون الذي تؤطره اتفاقيات و بروتوكولات بين المغرب وفرنسا، وبالتالي فهذا الجانب الاتفاقي لا يتأثر بشكل كبير بالأزمة الدبلوماسية بين الجانبين، والتي هي قائمة و وصلت إلى مستوى تصعيد كبير بين الجانبين من خلال إنهاء مهام السفير المغربي”.
وأشار لعروسي، في تصريحه لوسائل الاعلام، إلى أن “فرنسا لا تعرف ما يجري أو أنها تتجاهل ما قامت به من مناورات ومناوشات ضد المغرب، سواء في البرلمان الأوربي أو غيره، أو التحركات في إفريقيا أو غيرها، والتي كان الهدف منها التضييق على المغرب والتنقيص من قيمته كفاعل إقليمي، ولكن المغرب ظل ثابتا في مواقفه”.
ويرى لعروسي أن “هذه المناورات تأتي في ظل هذا البرود والجمود في العلاقات وقد تتأثر بشكل أو بآخر على المستوى التقني والميداني، لكن لا يمكن أن تصل إلى مستوى إلغاء أو التراجع بشكل نهائي عنها، لأنها تدخل في إطار اتفاق بين المغرب وفرنسا ولها أبعاد تقنية و تدريببة محضة”.
ولم يستبعد الخبير في النزاعات والشؤون الأمنية عصام لعروسي أن “هذه المناورات ستقام”، موردا أن “المؤسسة العسكرية الفرنسية تتخذ في بعض الأحيان مواقف على الحياد من مواقف الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون”.