أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، أن نزاهة المعلومات الناجمة عن سطوة المنصات تحتاج إلى تعزيز صحافة الجودة ، معتبرة أن الحقوق الرقمية تعد جيلا جديدا من الحقوق الإنسانية يتعين توطيدها لصالح سائر مواطني العالم.
حسب أخرباش، فإن الاعتراف بهذه الحقوق، بات معركة مركبة يتوجب خوضها على المستوى العالمي لأن المنصات الرقمية العملاقة بلغت مستوى من القوة الاقتصادية والتكنولوجية، وهو متغير بات يستدعي أجوبة نظامية ومنسقة دوليا لمواجهة المخاطر الرقمية والفوضى الإعلامية.
جاء ذلك خلال مداخلة لرئيسة الهاكا، بالمؤتمر الدولي المنظم يوم فاتح ماي 2024 بساو باولو، في إطار الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين تحت عنوان « تعزيز نزاهة المعلومات: محاربة التضليل، خطاب الكراهية والتهديدات الرقمية للمؤسسات العمومية ».
وبخصوص، تقديمها لتجربة المغرب في مجال تقنين المنصات الرقمية، قالت أخرباش إن المقاربة المغربية في هذا المجال ترتكز على موقف مبدئي يعتبر أن تقنين الفضاء الرقمي يتعين إرساؤه لتحفيز الابتكار والتطور الاقتصادي، مع صون حقوق المستخدمين والمصلحة العامة، مبرزة أن « المملكة عملت على بناء مقدرة تنظيمية تمكنها من مواجهة حتمية التقنين المتعدد التي تفرضها الأبعاد المختلفة لعمل المنصات الرقمية الشمولية ».
حسب رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، »ستظل دائما المخاطر التي تتهدد نزاهة المعلومات الناجمة في جزء كبير منها عن سطوة المنصات كمصدر وكحارس بوابة الولوج إلى المستجدات وإلى المعلومة مرتفعة إذا لم يتم تعزيز صحافة الجودة وإذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة لوقف إضعاف وسائل الإعلام الكلاسيكية »، مضيفة أن « هذه الأخيرة جرى تعريضها لضغط اقتصادي من طرف المنصات الرقمية التي تفرض عليها منافسة مزدوجة، على مستوى المتابعة والانتشار وعلى مستوى الموارد الإشهارية ».
شارك في هذه الندوة الكبرى التي افتتح أشغالها باولو بمينتا، وزير الاتصال الاجتماعي بالبرازيل، أكثر من 400 خبير ومسؤول سياسي من 30 بلدا من القارات الخمس، إلى جانب ممثلي كل من هيئة الأمم المتحدة، واليونسكو، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والاتحاد الأوربي وممثلين عن المنصات الرقمية الشمولية والمجتمع المدني ومراكز تفكير ومراكز بحث دولية وصحافيين. كما قدمت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الصحفية الفلبينية ماريا ريسا، عدة مداخلات خلال هذا اللقاء.
إلى ذلك، كانت أخرباش مرفوقة في ندوة البرازيل بأمين عزيمان، مدير مديرية التعاون الدولي بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.