في الثالث من نونبر، هز أبوخلال شباك رينس وساهم في فوز ثمين لتولوز (1-0)، ليحقق هدفه الرابع في آخر خمس مباريات. وعقب المباراة، صرخ بصوت عالٍ في المنطقة المختلطة قائلاً: “لقد عدت”. كانت صرخة من القلب بعد أربعة عشر شهراً من المشقة والشكوك.
ومع ذلك، بدأت الأمور تسير بشكل مثالي بالنسبة لأبوخلال منذ انضمامه إلى تولوز في صيف 2022 قادمًا من أزد ألكمار الهولندي. سرعان ما تمكن هذا المهاجم القادر على اللعب في الجناحين من فرض نفسه في تشكيلة منتخب بلاده في كأس العالم في قطر، وساهم في إنجاز تاريخي لأسود الأطلس ببلوغ نصف النهائي، وإنهاء العرس العالمي في المركز الرابع.
سجل أبوخلال هدفًا في الفوز التاريخي على بلجيكا (2-0) في دور المجموعات، ليضع نفسه في مرتبة البطل المحلي. واستمرت نشوته بعد العودة إلى تولوز حيث فاز مع الفريق بكأس فرنسا بعد بضعة أشهر، وأحرز هدفًا في المباراة النهائية ضد نانت (5-1).
في “الليغ 1″، أنهى الموسم برصيد 10 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة، بالإضافة إلى 4 أهداف في كأس فرنسا.
لكن سرعان ما تغيرت الأمور بعد حوادث مؤسفة. ففي اليوم التالي للتتويج ضد نانت، دخل أبوخلال في جدل عندما اتهم بتصريحات تمييزية ضد المسؤولة المحلية المنتخبة لورانس أريباجيه، وهو ما نفاه اللاعب، لكنه أدى إلى “تهميشه” من قبل النادي.
بعد خمسة عشر يومًا، وفي مباراة ضد نانت في الدوري، رفض أبوخلال ارتداء قميص يحمل قوس قزح دعمًا لمكافحة رهاب المثلية، وهو الموقف الذي أثار حفيظة العديد من المشجعين ومسؤولي النادي، مما فتح الباب أمام رحيله.
ومع ذلك، عاد نجمه للظهور في بداية الموسم الماضي بتسجيله ثلاثة أهداف في أول أربع مباريات، لكنه تعرض لإصابة خطيرة في ركبته في 21 شتنبر خلال مباراة في الدوري الأوروبي ضد سان جيلواز البلجيكي. ولم يعد إلى الملاعب إلا في أبريل الماضي، دون أن يتمكن من استعادة مستواه.
ومع نهاية شتنبر الماضي، بدا أن العلاقة بين أبوخلال وجماهير تولوز كانت على حافة الانهيار بعد أن أطلقت الجماهير صافرات الاستهجان عند دخوله الملعب ضد ليون. بعد المباراة، تدخل قائد الفريق فنسان سييرو لإبعاده عن الألتراس الغاضبين.
وفي حديث نادر أمام وسائل الإعلام، قال أبوخلال بعد مباراة رينس: “بعد إصابتي الكبيرة، واجهت صعوبات مع الجماهير. عندما لا تسجل، هذا ما يتذكرونه”.
لكن في المباراة الأخيرة ضد رين (2-0)، لعب دور الممرر الحاسم، وقاد فريقه إلى فوزه الثالث تواليًا دون أن تهتز شباكه، وهو أمر لم يحدث في تولوز منذ اثني عشر عامًا.
مدربه الإسباني، كارليس مارتينيس نوفيل، الذي دعمه دائمًا، أشاد بشخصيته وقال: “إنه سعيد الآن، وهذا أمر جيد للجميع. لقد ناضل ليعود إلى مستواه، وهو يستحق ذلك”.
وفي الختام، قال أبوخلال الذي ساهم في خمسة أهداف من الستة التي سجلها تولوز خارج قواعده هذا الموسم: “الأهداف تأتي، لذلك أنا متفائل بالمستقبل”. من المؤكد أن باريس سان جيرمان سيركز عليه في المباراة القادمة.
أ.ف.ب