قد يكون أجذر ما في دور المجموعات من منافسات كأس أمم أفريقيا 2017، وتلعب منافساتها بجمهورية الغابون، إرغام تشكيلة النخبة الوطنية المغربية للمدير التقني للنخبة “هيرفي رينار”، على الإقرار بالحظوظ التي توفرها تشكيلة المنتخب على رفع سقف التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا، واللعب على المنافسة لأجل بلوغ الأدوار المتقدمة في هذه النهائيات، وإحداث قناعة لدى الناخب الوطني “هيرفي رينار”، بأن التشكيلة الوطنية التي اعتمدها لتشكل اختيارات اللاعبين الذين سيتم تعميدهم لخوض مباريات هذه النهائيات، تتحوز على القدرات التي تجعلها تتماشى وتتواكب مع تطلعات المغاربة في الوصول إلى لعب دور متقدم في هذه النهائيات، والذي قد يتخطى “دور الربع”، الذي شكك الناخب الوطني “هيرفي رينار” في بلوغه، خلال ندوة صحافية عقدها بالغابون أياما قليلة عن انطلاق النهائيات، وخصص الحديث في أثناءها على امتصاص تطلع تأهيل النخبة الوطنية إلى دور ربع النهائي، من ذهاب أن مطلب المغاربة بالتأهل أو الفوز بالكأس الأفريقية في نسختها الواحدة والثلاثون (31)، بغير الموضوعي والمنطقي، إذ هو كما يستشف مما تناقلته صحف وطنية من الندوة، أن النخبة الوطنية لا تمتلك قدرات تحقيق أحد هاذين الإنجازين، وحجم بتصريحه خلال هذه الندوة على المغاربة إبصار هذا المبتغى الذي ظل يعتمل دواخل المغاربة منذ لعب المغرب نهاية نهائي كأس أمم أفريقيا بتونس في السنة 2004، واعتبر هذا التطلع مجرد “حلم”.
تصريحات “هيرفي رونار” التي تخللت الندوة، يمكن رؤيتها بأنها الدافع الأساسي في النتيجة السلبية التي أنهى بها المباراة الأولى من دور المجموعات، واستسلم فيها للهزيمة بواقع هدف دون رد في مواجهة الكونغو الديمقراطية ّالزايير سابقا”، وذلك، رغم فرص التهديف العديدة التي هيأها المنتخب الوطني المغربي في تلك المباراة، والمستوى النوعي الذي قدمه في الرجوع في النتيجة التي أبت أن تؤول لمنتخب الكونغو الديمقراطية، وكانت عادية بالنظر إلى منطق ما حبلت به وحملته تصريحات “هيرفي ريانار” في الندوة التي سبقت إنطلاق منافسة دور المجموعات، باعتبار أن تلك التصريحات ستجثم على نفسية اللاعبين، من إحلالها للقدرات المتوفرة موقع المهزوم قبل وقيعة المواجهات، ومن مخلف أنها مشتملة على الرؤية التقنية المستشرفة على أداء النخبة في مواجهاتها، وحصيلة للمفترض حدوثه في هذا الدور، في تعزيز لمستوى الودية التي جمعته أثناء تربص الإمارات العربية المتحدة، وخرج منها المنتخب الوطني منهزما بهدف دون رد أمام منتخب “فلندا”، واهتزت منها نفسية الناخب “هيرفي رينار”، وأيضا، المرتقب من منافسته الذي وشى تصريح الندوة بإقصاء النخبة الوطنية والخروج مبكرا من المنافسة التي راهنت النخبة الوطنية على مواصلتها عبر كسب نقاط المباراة الثانية من نفس الدور، والظفر بنتيجة المواجهة التي جمعته بمنتخب الطوغو الذي كان أول من افتتح التسجيل من مرتد هجومي، والعودة السريعة في المباراة التي أنهى المنتخب الوطني شوطها الأول متقدما بهدفين مقابل هدف، وهو التقدم الذي عززه خلال الشوط الثاني بتسجيل هدف ثالث عكس بالملموس الثقة المرتفعة للاعبي النخبة الوطنية في قدراتهم التي كذبت نبوءة الناخب الوطني “هيرفي رينار” بمحدودية إمكانات اللاعبين في التأهل إلى ربع المنافسة، وذلك، حيث أبدت النخبة الوطنية في مواجهة منتخب”الطوغو” فنيات عالية استأثرت بتدخلات ومداخلات المحللين الرياضيين بأكبر القنوات الرياضية.
هذه الفنيات التي أفرزت تعاملا خاصا في مواجهة منتخب “كوت ديفوار” الذي خاض مبارته في مواجهة المغرب برصيد نقطتين من تعادلين حصدهما في مواجهته لمنتخب “الطوغو” ومواجهة منتخب “الكونغو الديمقراطية”، والذي لأجل أن يمر إلى ربع نهائي المنافسة، الإنتصار على المغرب الذي يتقدمه في ترتيب المجموعة بنقطة واحدة، من انتصار على “الطوغو”، حيث حاول مع انطلاق المواجهة إلى الضغط على دفاع النخبة الوطنية من الوسط، وتهييئ فرص للتسجيل، ما تأتى له خلال 20 دقيقة الأولى من الشوط الأول، من خلال كرتين خطيرتين أظهر خلال تنفيذهما حارس مرمى المنتخب الوطني “المحمدي” على استفاقة وحضور ذهني كان مؤثرا وفاعلا في مجاراة ضغط “كوت ديفوار”، سيما، وأن قلب دفاع المنتحب الوطني كان ثغرة المجموعة الوطنية، منذ لقاؤه الأول قي مواجهة “الكونغو الديمقراطية”، وفي هدف امتياز منتخب “الطوغو” الذي مرر كرة الهدف بعد اجتياز وسط ميدان النخبة الوطنية والذي كان مساندا للاعبي الهجوم في حملة على مربع عمليات “الطوغو” الذي اقتص دفاعه الكرة، ومرر إلى الوسط ومن ثمة إلى لاعبه الذي كان عند مشارف قلب دفاع النخبة الوطنية، الذي حاول اللاعب “منديل” شغره بالعودة من منطقة الهجوم التي كان موجودا بها عند الهجمة المغربية، بعد تقدم “بنعطية” وهو ما استغله لاعب الطوغو بتوجيه التمريرة نحو اليمين (يسار النخبة الوطنية) الذي كان مفتوحا على تسجيل الهدف الذي كانت ثغرته قلب الدفاع وليس لاعب اليسار “منديل”.
ضغط منتخب “كوت ديفوار” على الدفاعات الوطنية من متوسط الميدان، أخذ في التراجع بعد تنفيذ لاعب المنتخب “فجر” لضربة ثابتة كادت أن تدخل شباك “كوت ديفوار، بعدما انهزم حارس المجموعة الإيفوارية، ونيابة العارضة عن الحارس في ضياع فرصة التهديف هاذه خلال الدقيقة 25 من نفس الشوط الذي انتهى بنسبة احتكار للكرة لفائدة مجموعة “كوت ديفوار”، الذي استسلمت شباكه في الدقيقة 63 من المباراة، الدقيقة 18 من الشوط الثاني للهدف الذي حمل خاصية التنفيذ الأنيق وصفات الهدف العالمي الذي رمت به القدم اليمنى للبديل “رشيد علاوي” الذي عوض “بوحدوس” خلال 10 دقائق الأخيرة على نهاية الشوط الأول، وأشر من خلاله على كعب رفيع، واستعداد ذهني جذير بتوظيفه والإستفادة من إمكاناته في المواجهة المقبلة عن دور الربع.
الخلاصة، أن انتصار النخبة الوطنية المغربية على منتخب “كوت ديفوار”، بهدف دون رد، إجابة صريحة على أن الخلل الذي تسبب في خسارة المنتخب لمقابلة “الكونغو الديمقراطية”، عائد إلى اهتزاز نفسية الناخب الوطني “هيرفي رينار”، وتشكلت من خلال معطيات الإنتقادلات الموجهة إليه بعد استبعاده للاعب “زياش” وإصابة مجموعة من اللاعبين الذين كان سيعول على أدائهم لتحقيق أحد أهداف العقدة التي تجمعه وعلى أساسها وقع للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتحقيق المرور إلى ربع كأس أمم أفريقيا “الغابون 2017″، وهو التحقيق الذي تضاءلت فرص إنجازه باعتبار استبعاد زياش، والإصابة التي لحقت بمجموعة اللاعبين الذين كان يرهن عليه في بلوغ هذا المطمح الذي كان بالنسبة إليه مطمحا شخصيا، وعملت التشكيلة التي أستبقيت تحت إدارته التقنية ولم يراهن على قدراتها في الدفاع عن عقدة ارتباطه بالجامعة، على تحقيق ذلك، باعتباره “حلم أمة”، وكونها قادرة على انتشال نفسية الناخب “هيرفي رينار” من التذمر والتنكر لنفسه، قبل التنكر للكفاءة والقدرة على صنع الحدث، وإطالة عمره معية النخبة الوطنية المغربية، بتحقيق انتصارين مقنعين والتأهل إلى دور الربع الذي سيمتد بطيلة “هرفي رينار” إلى مواصلة إقصائيات كأس العالم الدرع الآخر في عقدة الأهداف التي تجمعه بالأمة المغربية من خلال الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبالتالي، أن الإنتصار صحح علل النفسية المهتزة التي دخل بها “هيرفي رينار” منافسات النهائي، حيث أبدى قي آخر تصريح أدلى به لقناة “بي- إن سبورت” عقب نهاية المباراة، عن إمكانة أن يكون المنتخب الوطني المغربي أحد أطراف المقابلة النهائية لكأس أمم أفريقيا بالغابون 2017.