عودة المغرب الإفريقية خطوات عملية لإنجازات حقيقية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

  أكدت صحيفة (الوسط) البحرينية، اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2017، أن “العودة الميمونة للمملكة المغربية إلى التكتل الإفريقي الأوسع (لاتحاد الإفريقي) قد تكون دافعا نحو خطوات عملية ميدانية تلمس من خلالها شعوب الدول المغاربية إنجازات حقيقية”.
وذكرت الصحيفة بالخطاب التاريخي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى قمة أديس أبابا بمناسبة عودة المغرب إلى كنف عائلته المؤسسية الكبرى (الاتحاد الأفريقي)، مشيرة إلى أن جلالته “خص اتحاد المغرب العربي خلال القمة بحديث مكاشفة صادم للكثير”، حيث قال: “… غير أنه من الواضح، أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت (…) فالحلم المغاربي، الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة”.
كما أبرزت الصحيفة تحذير جلالة الملك من مغبة الاستمرار في التسويف وتعطيل تنفيذ البرامج والوعود، حيث قال: “وإذا لم نتحرك، أو نأخذ العبرة من التجمعات الإفريقية المجاورة، فإن الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن عن الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدة مراكش التأسيسية، منذ 28 سنة خلت”، مشددة على أن التأخير المستمر في تنفيذ القرارات يشكل عقبة كأداء، والتأخر في إرساء هذه المنطقة المغاربية يؤدي إلى تأخر في النمو وخسارة آلاف مواطن الشغل وفرص الاستثمار إلى جانب المحدودية في المبادلات التجارية.

وقال الكاتب الصحفي سليم مصطفى بودبوس، في مقال بعنوان “مغربنا العربي الكبير”، إن الإيمان بحتمية وحدة المصير المشترك لأبناء المغرب العربي حقيقة راسخة لدى الشعوب المغاربية، غير أن “الخلافات السياسية التي ما تفتأ تطفو على السطح بين الحين والآخر تضاعف من حجم التحديات، وتساهم في تأجيل استثمار الفرص التي يمكن اغتنامها اليوم قبل غد، من أجل الدفع بقطار اتحاد المغرب العربي إلى الأمام”.

مشيرا إلى أن الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي تمر ولا يكاد يشعر بها العالم العربي، بل لا يكاد يتذكرها أهل المغرب العربي أنفسهم، على رغم الجهود المبذولة بين الحين والآخر، متسائلا عما إذا كانت آثار التحولات السياسية في كل من تونس وليبيا والتحديات الأمنية الجديدة، فضلا عن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستكون من العوامل الداعمة لتفعيل وثيقة الملامح الكبرى للإستراتيجية المغاربية للتنمية المشتركة المتفق بشأنها سنة 1991 سعيا وراء حلم الاندماج بين دول المغرب العربي؟.

واوضح كاتب المقال إلى أن الوضع الأمني، ولاسيما خطر الجماعات الإرهابية المسلحة، يشكل تحديا خطيرا لا يمكن للمغرب العربي التغلب عليه دون تعاون على جميع المستويات، موضحا أن الوضع غير المستقر في ليبيا يلقي بلهيبه على تونس والجزائر، وعودة من يسمون ب”الجهاديين” من بؤر التوتر والاقتتال إلى بلدانهم، يجعل المنطقة قاطبة في غير مأمن.

وأثار الانتباه إلى أن إنجازات لا يستهان بها تحققت في مجال الإستراتيجية المغاربية للأمن الغذائي، والبرنامج المغاربي لمقاومة التصحر والمحافظة على المحيط، والتنسيق المتقدم في حقل التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والصحة البشرية والشباب والشؤون الاجتماعية، والصحة الحيوانية والنباتية، وفي تدعيم البنية التحتية، لاسيما في ما يتعلق بمشروع ابن خلدون المغاربي للاتصالات عبر الألياف البصرية، فضلا عن تهيئة عدة مقاطع مهمة من مشروع الطريق السيار المغاربي، وتعزيز التعاون في مجال النقل البري والجوي والبحري والسككي، كدعامة لتحقيق حرية تنقل البشر والسلع والخدمات، الواردة ضمن الأهداف الكبرى لمعاهدة مراكش التأسيسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *