في ظلّ تناقُص الثروة المائية في المملكة، مع توالي سنوات الجفاف، أضحى اللجوء إلى تصفية مياه البحر خيارا لا مفرَّ منه أمام المغرب، لتوفير حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية، وقد انطلقت التجربة من المناطق الجنوبية للمملكة وستمتدُّ إلى شمالها.
بعض مُدن الصحراء المغربية مثل العيون وبوجدور، أصبحت ترتوي بمياه البحر، ومن المنتظر أن تَلحق بها مُدن أخرى، مثل أكادير، التي تُشيّد بها محطة كبرى لتحلية مياه البحر، يُزمع أن تنتهي بها الأشغال سنة 2020، وكذا طنجة، التي ستشيّد بها محطة مماثلة.
و في حديثه لوسائل الإعلام قال معاذ بلحوكية، مدير محطة تحلية المياه بمدينة بوجدور،”الحلّ الوحيد أمام المغرب لمواجهة نُدرة المياه، هو تحلية مياه البحر”والتي ليستْ بالسهلة تتطلب تقنيات وموادًّ باهظة الثمن، وهو ما يجعل فاتورة تصفية المياه مُكلفة جدّا.
معتبرا تجربة مدينة بوجدور في تصفية مياه البحر تجربة ناجحة مكّنت المدينة من التوفر على حاجياته من المياه، مشيرا إلى أنَّ محطة تحلية المياه بالمدينة تُنتج 125 لترا في الثانية، بينما حاجيات ساكنة بوجدور لا تتعدى 70 لترا في الثانية.
مشدّدا على أنّ مياه البحر التي تتمّ تصفيتها “صالحة للشرب بنسبة مائة في المائة”، مضيفا: “نحن نعتمد المعايير الدولية للجودة، وتقارير المنظمة العالمية للماء تقول بأنّ جودة الماء في المغرب تحترم هذه المعايير”.
وعزا المتحدث ذاته سبب نفور سكّان المُدن التي بدأت فيها تجرب تحلية مياه البحر من شرب هذه المياه إلى عواملَ سيكولوجية، قائلا “الذي يحدث هو أن الناس لا يتقبلون كيف نأخذ ماء البحر ونجعله ماءً صالحا للشرب.