أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن السياسة الإفريقية للمغرب ترتكز على مقاربة شمولية ومندمجة وإدماجية
ترمي إلى النهوض بالسلم والاستقرار وتشجيع التنمية البشرية المستدامة وصيانة الهوية الثقافية والروحية للسكان، في إطار احترام مبادئ حقوق الانسان كما هو متعارف عليها عالميا.
وقال جلالة الملك في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا المنعقد تحت الرعاية السامية لجلالته بالداخلة من 12 إلى 14 مارس الجاري ، إن هذه السياسة تتميز بكونها « لا تقتصر حصرا على الفاعلين الحكوميين، بل تتجاوزهم إلى الفاعلين الاقتصاديين من القطاع الخاص، الذين ترسخ إيمانهم وانخراطهم في هذا التوجه، شأنهم شأن كل مكونات المجتمع المدني ».
وأوضح جلالة الملك ، بهذا الخصوص ، أن المغرب يهدف إلى « دعم جهود البلدان الإفريقية الشقيقة من أجل بناء اقتصادات قوية، من خلال نقل الخبرات وتكوين الموارد البشرية والاستثمار في المجالات الحيوية للاقتصاد وحشد الموارد ».
كما أن المغرب، يضيف جلالة الملك ، يضع إفريقيا ضمن الأولويات الاستراتيجية لسياسته الخارجية، على اعتبار أن ذلك اختيارا « ينبع من انتمائه الجغرافي للقارة الإفريقية ومن تاريخه العريق، الذي كان له بالغ الأثر في بناء هويته وتشكيل ثقافته الإفريقية »، مبرزا جلالته ،في هذا السياق ، أن الزيارات التي قام بها للعديد من البلدان الإفريقية مكنت من إنجاز مشاريع ملموسة، وإبرام العديد من اتفاقيات التعاون، همت شتى الميادين.
وشدد جلالة الملك على أن المملكة المغربية التي كانت دوما ترفض تلك النظرة المتشائمة بشأن حال ومآل القارة الإفريقية، « لتدعم وتدافع عن مبدأ العمل بمسعى راسخ ونابع من إرادة حقيقية، من أجل انبثاق « إفريقيا جديدة »، وهو الهدف الذي نتطلع ونصبو إلى تحقيقه ونسعى بكل حزم وعزم لبلوغه. » وأشار جلالة الملك ، على صعيد آخر، إلى أنه بالنظر للأهمية التي تكتسيها التكتلات شبه الإقليمية، فإن المغرب ما فتئ يدعو إلى إحياء اتحاد المغرب العربي، الذي يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده السادس والعشرين، مشيرا إلى أن المملكة تضطلع فضلا عن ذلك « بدور جد فاعل ضمن تجمع دول الساحل والصحراء، الذي سيعقد قمته القادمة على تراب المملكة، علاوة على مواصلة مسار تقاربها المثمر مع العديد من المنظمات الإقليمية بكل من غرب ووسط إفريقيا ».
واعتبر جلالة الملك أن مبادرة إطلاق « نادي إفريقيا الأطلسية »، خلال هذا اللقاء، تعد « خير تعبير عن إرادتنا المشتركة لدعم التنمية والاندماج الإقليمي لقارتنا، وتشجيع انفتاحها على واجهتها الأطلسية، مشيرا إلى أن هذا البعد الهام من العمل الإفريقي المشترك ظل « طي الإهمال لفترة طويلة، بينما لا يمكن للمحيط الأطلسي إلا أن يشكل حافزا للتنمية، وجسرا للانفتاح والتفاعل والاندماج بين البلدان الإفريقية المحاذية له ». ونوه جلالة الملك بمبادرة أخرى ألا وهي مبادرة إطلاق « منتدى المرأة الإفريقية »، التي ، يؤكد جلالة الملك ، ستمنح المشاركات فضاء للحوار وتبادل وجهات النظر. كما أنها تشكل مناسبة سانحة للمطالبة بتمتيع المرأة الإفريقية بكامل حقوقها، وحثها على الإسهام الفعال في جهود التنمية لكل بلد على حدة.