نظمت سفارة المغرب في إسبانيا أمس السبت في إقليم هويلفا إفطارا جماعيا تكريما واحتفاء بالعاملات الموسميات المغربيات اللواتي يشتغلن في حقول الفواكه الحمراء بجهة الأندلس .
وأشادت كريمة بنيعيش سفيرة المغرب بإسبانيا في كلمة خلال هذا الحفل الذي نظم بتعاون مع مؤسسة ( الشعبي بنك ) بالمرأة المغربية مشيرة إلى أن قضية المرأة تشكل مكونا أساسيا ومحورا ضمن مشروع المجتمع الحداثي الديموقراطي التي يبنيه المغرب .
وأكدت بنيعيش أنه “منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين حقق المغرب تقدما كبيرا في دعم وتعزيز حقوق المرأة ” مبرزة الأهمية الكبيرة التي يوليها جلالة الملك لتحسين وتطوير وضعية المرأة وتكريس وحماية حقوقها في جميع المجالات .
وذكرت بالإصلاحات والأوراش الكبرى التي أطلقها المغرب في مجال حماية حقوق المرأة ودعم وتعزيز مكانتها في المجتمع مضيفة أن آخر هذه الإصلاحات التي اعتمدتها المملكة كان القانون رقم ( 103 ـ 13 ) ضد العنف الموجه ضد المرأة الذي صدر عام 2018 .
وبخصوص العاملات المغربيات الموسميات اللواتي ينتقلن سنويا للاشتغال في حقول الفواكه الحمراء بجهة الأندلس واللواتي يشكلن نموذجا للهجرة الدائرية أكدت سفيرة المغرب بإسبانيا أن الحكومة المغربية تواكب هؤلاء النساء العاملات منذ انطلاق هذه العملية إلى نهايتها وذلك من خلال اعتمادها عبر الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لبرنامج مكثف لمواكبة النساء الموسميات العاملات يتضمن مجموعة من الأنشطة الثقافية والتربوية والمبادرات الإنسانية والاجتماعية مشيرة إلى أن تدبير شؤون حوالي 16 ألف من النساء الموسميات العاملات في حقول الفواكه الحمراء قد تعترضه في بعض الأحيان بعض المشاكل والصعوبات وهو أمر طبيعي .
وقالت سفيرة المغرب بإسبانيا ” إن مهمتنا تتمثل في تقديم حلول واقتراحات ومبادرات تمكن النساء الموسميات العاملات في حقول الفواكه الحمراء بجهة الأندلس من تنمية وتطوير أنشطتهن وأعمالهن بطريقة مثالية ومسؤولة وبناءة ” مضيفة أن ارتفاع الطلب على اليد العاملة المغربية التي انتقلت من 300 عام 2001 إلى حوالي 20 ألف عام 2019 تؤكد على المهنية والجدية التي تميز هؤلاء العاملات الموسميات .
وأوضحت أن المغرب أطلق مبادرة للتفكير بمشاركة جميع الفاعلين والمتدخلين في هذه العملية الإطار من أجل تقوية وتعزيز الخدمات المقدمة لهؤلاء النساء وذلك من خلال التكوين والتدريب وتشجيعهن على إحداث تعاونيات فلاحية وغيرها من المبادرات الأخرى التي تروم النهوض بأوضاعهن وتحسين وتجويد ظروف اشتغالهن .
ومن جهة أخرى أكدت كريمة بنيعيش على أهمية العلاقات بين المغرب وإسبانيا التي ” تتميز بمستوى مكثف من التبادل متعدد الأبعاد والذي يشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية ” .
وأكدت أن انتقاء العاملات المغربيات الموسميات للاشتغال في حقول الفواكه الحمراء بإسبانيا يشكل نموذجا حيا يعكس بحق تميز التعاون الثنائي بين إسبانيا والمغرب لأن الأمر يتعلق بتجربة نموذجية ” ليس فقط في منطقتنا ولكن أيضا على المستوى الدولي باعتبارها تشكل مثالا آمنا ومنظما ومنتظما للهجرة ” .
وأشادت بالإرادة القوية للنساء المغربيات الموسميات العاملات في حقول الفواكه الحمراء وكذا بمجهوداتهن من أجل الاندماج في بلد الاستقبال مع المحافظة على التقاليد وعلى مكونات الهوية المغربية مشيرة إلى أهمية الإسهامات التي تقدمنها هؤلاء النسوة في تنمية وتطوير القطاع الفلاحي بهذه الجهة وكذا في تحقيق التنمية الاقتصادية بإقليم هويلبا .
ومن جهته أعرب ميغيل بنجوميا نائب مدير مقاولة ( سيرإكسبور ) التي احتضنت هذا الإفطار الجماعي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن ارتياحه للتطور الذي تحقق خلال الموسم الفلاحي الحالي لجني الفواكه الحمراء مشيدا بعمل ومجهودات العاملات المغربيات الموسميات في هذا المجال وبكفاءتهن المهنية والتزامهن وكلها عوامل ساهمت بشكل كبير ولا تزال في ضمان النجاح لهذه التجربة الفريدة .
حضر هذا الإفطار الجماعي العديد من ممثلي السلطات المحلية بإقليم هويلبا والقنصل العام للمملكة المغربية بإشبيلية فريد أولحاج بالإضافة إلى مديري البنك الشعبي لأوربا وإسبانيا على التوالي ياسين خالد وليلى حياة .