أمر جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، برفع عدد الفوج الأول من المستدعين إلى الخدمة العسكرية من 10 آلاف إلى 15 ألف مجند؛ وذلك بعدما حطم عدد المتطوعين أرقاما قياسية تجاوزت التوقعات.
وكان الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أعطى تعليماته قصد العمل على تجنيد عشرة آلاف عنصر خلال السنة الجارية، بداية من شهر شتنبر المقبل، على أن يتم رفع هذا العدد إلى خمسة عشر ألف مجند في السنة المقبلة.
مصادر مقربة من القوات المسلحة الملكية كشفت أن المعطيات الأولية تفيد بتقديم أزيد من 80 ألف شاب مغربي ملف الترشيح من أجل أداء الخدمة العسكرية، ضمنهم 24 ألف فتاة، وفق ما ذكره المنتدى العسكري “Far Maroc”.
واعتبر المصدر ذاته أن هذا الإقبال منقطع النظير “دليل على رغبة كبيرة من شباب المملكة في التعبير عن وطنيتهم العالية والاستفادة من مميزات الخدمة العسكرية، في أمل الالتحاق بالجيش لاحقا أو الحصول على تكوين يؤهلهم لولوج سوق الشغل بشكل سلس”.
وأضاف المنتدى العسكري أن “من ضمن 15 ألف شاب الذين يشكلون الفوج الأول من المستدعين للتجنيد في سنة 2019، ستكون هناك حوالي 1100 شابة، سيتم توزيعهن بين المصالح الاجتماعية بتمارة وكذا ثكنات القوات الجوية والبحرية لاحقا”.
وتكشف هذه الأرقام أن الدعوات التي أطلقها بعض معارضي الخدمة العسكرية على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب لم يكن لها أي تأثير على أرض الواقع.
وقال الملك محمد السادس، في “الأمر اليومي” الموجه إلى العسكر، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، إن إعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية “يأتي ليتيح الفرصة للشباب المغربي، ذكورا وإناثا، لأداء واجبهم الوطني، ولينهلوا من قيم المؤسسة العسكرية ويدرسوا ويستفيدوا ويعملوا وينتجوا ويفيدوا ويسهموا في نهضة البلد والمجتمع، معتزين بانتمائهم ومغربيتهم، محافظين على أصالتهم وثوابت أمتهم”.
وأوضح العاهل المغربي أن الخدمة العسكرية، في حلتها الجديدة، تأتي “وفق برامج تعليمية مدروسة ومتنوعة، تشمل مجالات وتخصصات متعددة، تهدف إلى تنويع المعارف، وصقل المهارات لدى الشباب المغربي، تماشيا مع قيمنا الوطنية الثابتة، ومبادئ الجندية الحقة”.
وشدد الملك على اليقين بأن الشباب سيستفيدون حتما من مزايا هذا الانخراط الذي سيمنحهم تأهيلا عسكريا نموذجيا، قوامه روح المسؤولية، والاعتماد على النفس، وإذكاء روح الانتماء إلى الوطن؛ علاوة على خبرات تقنية ومهنية تناسب مؤهلاتهم وطموحاتهم، ما سيدعم قدراتهم الذاتية على الإسهام في العطاء والإبداع المنتج لفرص الشغل.
واعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية أن ما سيكتسبه المجندون من قيم مثلى في العمل والانضباط، وما سيحظون به من تأطير على المستوى الأخلاقي والنفسي والمعنوي، سيسهم “في مواكبة هذا الزخم من التطور والإنجاز والتقدم الذي ننشده لشبابنا، والذي سيجني وطننا ثماره المرجوة بفضل ما ستناله الأفواج المتعاقبة من مؤهلات مهنية وتجارب حياتية غير مسبوقة”.