الملاحظ جورنال / و كالات
تقدم المرشد الإيراني علي خامنئي الحشود في طهران لتشييع جثمان قاسم سليماني وعدد من العسكريين الذين قتلوا الجمعة في غارة أميركية بمطار بغداد، وتوعد القائد الجديد لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني بطرد الولايات المتحدة من المنطقة.
واحتشدت أعداد كبيرة من المشيعين صباح اليوم الاثنين 6 يناير الجاري في جنازة كبيرة قرب جامعة طهران، وبحضور المرشد الأعلى خامنئي والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وذلك بعد تشييع جثمان سليماني في كل من الأهواز ومشهد قبيل نقله إلى العاصمة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وصلا إلى طهران للمشاركة في التشييع.
وفي كلمة خلال التشييع، قال هنية إن مقتل سليماني “جريمة نكراء”، ووعد باستمرار المقاومة رغم اغتيال قادتها في فلسطين وخارجها.
وتقدم خامنئي للإمامة في صلاة الجنازة على جثمان سليماني ومرافقيه، في حين لوحت الحشود المحيطة بالجامعة والممتدة على مسافة كيلومترات بأعلام حمراء، وهتفت “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل”.
وقالت زينب سليماني ابنة قاسم سليماني في كلمة أمام الحشود إن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ستواجهان “يوما أسود” نتيجة قتله، مضيفة “أيها المعتوه (دونالد) ترامب لا تعتقد أن كل شيء قد انتهى باستشهاد والدي”.
تهديدات
في غضون ذلك، نقلت الإذاعة الرسمية عن قآني قوله قبيل تشييع سليماني “نتعهد بمواصلة مسيرة الشهيد سليماني بالقوة نفسها.. والعزاء الوحيد لنا سيكون طرد أميركا من المنطقة”.
وقبل يومين، زار قآني منزل سليماني للعزاء برفقة خامنئي، وقال خلال الزيارة إن على الجميع أن يصبروا قليلا حتى يشاهدوا جثث الأميركيين على امتداد الشرق الأوسط انتقاما لمقتل سليماني.
وأعلن المرشد الإيراني آنذاك الحداد ثلاثة أيام، مهددا الولايات المتحدة بأن انتقام بلاده سيكون “ساحقا”، ومتوعدا بعمل يطال “المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه (سليماني) ودماء الشهداء الآخرين”.
وقال مجلس خبراء القيادة في إيران اليوم “نحذر القوات الأميركية في المنطقة بأنها ستواجه قريبا مستنقعا قاسيا عنوانه الانتقام”.
وأضاف المجلس أن على القوى الثورية في العالم الإسلامي الاستعداد لإخراج القوات الأميركية من المنطقة.
وبدوره، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدفاعية حسين دهقان أن الرد على عملية واشنطن سيكون عسكريا، وأنه سيستهدف مواقع عسكرية.
وقال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي ولايتي إن على الولايات المتحدة مغادرة المنطقة وإلا فإن عليها “التعامل مع فيتنام جديدة”.
وأضاف ولايتي أن قرار ترامب باغتيال سليماني هو خطأ استراتيجي، متوعدا ترامب بالندم على ذلك.
أما أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فقال إن اغتيال سليماني يعد انتهاكا للقوانين الدولية، وإن إيران لن تتراجع عن الرد بقوة على هذه العملية.
وأضاف رضائي أنه إذا نفذ ترامب تهديداته بضرب إيران، فإن بلاده ستهاجم حيفا والمواقع الإسرائيلية، وستمحو إسرائيل من وجه الأرض، على حد قوله.
كما قال رضائي إن الولايات المتحدة أقدمت على مقامرة خطيرة باغتيالها سليماني، متوعدا بأن تواجه القوات الأميركية ظروفا صعبة في المستقبل.
وفي العراق، شدد الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي على أن العراقيين لن يسكتوا على مقتل قادتهم واستهداف الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لخروج القوات الأميركية.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اليوم إنه تم البدء بإعداد آلية لإخراج القوات الأجنبية من العراق.
وأضاف أن الحكومة العراقية قيدت حركة التحالف الدولي بريا وجويا، وأن عمل التحالف سيقتصر على المشورة والتسليح والتدريب.
وقد صوّت البرلمان العراقي أمس على قرار يطالب الحكومة بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد بعد مقتل سليماني، لكن ترامب هدد على الفور بفرض عقوبات على بغداد، وقال إن العقوبات على إيران ستكون بجوارها شيئا صغيرا، مؤكدا أن بلاده لن تغادر العراق إلا إذا دُفع ثمن القاعدة الجوية الأميركية هناك.