خلافا لما يحاول النظام الجزائري الترويج له، كونه فتح باب المفاوضات بشأن أسعار الغاز الطبيعي الذي تصدره نحو إسبانيا، على خلفية إعلان الأخيرة تغيير موقفها إزاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، نقلت وكالة “إيفي” عن مصادر موثوقة أن المفاوضات سبق وانطلقت منذ شهر أكتوبر الماضي، ولا علاقة لها بالطاريء الذي صدم الـ”كابرانات”.
وفي سعي منها لحفظ ماء وجه العسكر، تردد أبواق النظام القائم في الجارة الشرقية أن شركة “سوناطراك” الحكومية قررت مراجعة أسعار بيع الغاز الطبيعي لإسبانيا من أجل رد الصاع لها بسبب “الموقف التاريخي” الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية من خلال رئيسها “بيدرو سانشيز”، غير أن وكالة الأنباء الإسبانية دحضت هذه الادعاءات، وأوردت أن المفاوضات غير ذات صلة كما يجري الترويج له، لتجميل خيبة الـ”كابرانات”.
ووفق نفس المصدر فإن المفاوضات انطلقت بين شركة “Naturgy” الإسبانية و”Sonatrach” الجزائرية، منذ شهر أكتوبر 2021، الذي انتهى خلاله العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي الذي يتخلل جزءا من الأراضي المغربية، محيلا على أن المفاوضات تهم الاتفاق على أسعار استيراد الغاز الطبيعي الجزائري خلال الفترة الممتدة بين 2022 و2024.
وظهر أن الأنباء المتوترة حول تصريحات “توفيق حكار” مدير “سوناطراك” واعتبارها ردة فعل جزائرية لـ”معاقبة” إسبانيا جراء تغييرها دفة اهتمامها نحو المملكة المغربية وانتصارها للقيم المشتركة التي تجمع البلدين الجارين، ليس غير “بروباغندا” جوفاء، إذ تدخل المفاوضات في إطار عادي ومعتاد من أجل تحديد سقف أسعار الغاز الطبيعي الذي تصدره الجزائر نحو إسبانيا، عبر أنبوب الغاز المتوسطي “Medgaz”، الذي يربط بين الجزائر العاصمة و”آلميريا”.
وحسب موقع “El Periodico de la Energia” المتخصص، فإن الجزائر وإسبانيا اتفقا على الزيادة في حجم واردات إسبانيا من الجزائر مستهل السنة الجارية بعدما تم الانتقال من 8 ملايير متر مكعب إلى 10 ملايير متر مكعب، وهي الكمية التي تخضع نسبة 51 في المائة منها لشركة “Sonatrach” و49 في المائة لشركة “Naturgy” الإسبانية.
وبعيدا عن ألاعيب النظام العسكري الجزائري وتنافخه لإنقاذ “شرفه” فإن الجزائر لا تستطيع مراجعة العقد المبرم في وقت سابق بينها وإسبانيا حول تصدير الغاز الطبيعي للجارة الشمالية، إذ أن العقد المبرم بين الطرفين يمتد إلى سنة 2032، بقيمة إجمالية تبلغ 12000 مليون أورو، كما نقل الموقع المتخصص عن “فرانسيسكو راينيس”، الرئيس المدير العام لشركة “Naturgy”.