الملاحظ جورنالجريدة إلكترونية مغربية
سجلت الفترة الزمنية التي أعقبت مرور النخبة الوطنية المغربية إلى دور الستة عشر (16) بعدما تم تجاوز دور المجموعات في مونديال قطر 2022 بنجاح من خلال انتصارين على منتخبات بلجيكا وكندا و تعادل مع منتخب كرواتيا، تغييرا في توجه الخطاب الإعلامي الجزائري إزاء الردود السلبية التي تبناها من الحضور القوي الذي وسمت به مشاركة النخبة الوطنية المغربية التظاهرة العالمية بقطر دفاعا عن حظوظ البلوغ لدور متقدم يكثف من حصيلة الإنجازات التي تحققت للملكة المغربية في مشاركاتها في مونديال العالم (المكسيك 1970- 1986- الولايات المتحدة الأمريكية 1994- فرنسا 1998- روسيا 2018)، هو تغيير في التوجه كما يعرب عنه تسجيل مصور/فيديو في استطلاع لرأي الجمهور بالشارع الجزائري، وراج تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي/ السوسيال ميديا بما يفيد المساندة للمنتخب المغربي في مشوار مشاركته بمونديال قطر 2022، يمكن تسجيله بمثابة انقلاب مفروض على إجراء التقييد والتضييق الذي ألزمت به السلطة الحاكمة منع بث الإعلام بالجزائر لقاءات المنتخب المغربي وتلقف الجمهور بالجزائر لأخبار المشاركة المغربية التي خرقت نتائجه وانضباط جماهيره جدار المنع بعد الوقوف على حالات مساندة حقيقية لم تنتظر إشارة خروجها إلى الشارع وإن استدركت تحجيمها وإلغائها بالغرب والجنوب الغربي للجزائر كما تحدثت عن ذلك الأخبار التي أعقبت نهاية لقاء المنتخب المغربي بالمنتخب الكندي، وآلت نتيجته للنحبة الوطنية المغربية بحصيلة هدفين مقابل هدف واحد (2- 1)، وإعلان نهاية هذا اللقاء تجاوز المنتخب المغربي لدوري المجموعات والمرور إلى دور 16 الذي سيواجه في لقاءه بعد زوال غد الثلاثاء (الرابعة بتوقيت المغرب الجاري) منتخب إسبانيا.
ويشير الرصد لخبر اعتزاز الغرب خصوصا (وهران- تلمسان) والجنوب الغربي ( بشار- تندوف) والمجالان الأخيران معا يمثلان (الجنوب الشرقي) في جغرافيا الحدود الحقة للمملكة المغربية، على أن إنتاج المحتوى الإعلامي الذي أنجزه ورج له الإعلام الجزائري بعد حظر سلطة العسكر مواكبة لقاءات المنتخب المغربي بمونديال قطر 2022، وحظر تتبع الأخبار المتصلة بحضور المملكة المغربية في نفس المحفل الكروي العالمي، وإنكار الإعلام الجزائري وتنكره لهذه المشاركة من وجوه أبرزها حجب نتائج لقاءات التشكيلة الوطنية المغربية في النشرات الإخبارية المبثوثة باللغتين العربية والفرنسية، والسماح في البرامج الرياضية بإجازة ما يسيء للمشاركة المغربية، (يشير رصد الخبر) الذي يعلن عن انقلاب المائة ّ100% درجة بمساندة المنتخب المغربي بين جماهير الداخل الجزائري إلى {التفاعل} ليس فقط على مستوى النتائج الرياضية التي حققها المنتخب المغربي وه يخوض لقاءاته في إطار دور المجموعات في كوبَّا قطر 2022، وإنما هو {تفاعل} فجر الروح المغربية “تمغربيت” التي تبقى متأصلة في الجنوب الغربي الذي يدخل في جغرافيا الجزائر باعتباره موروثا عن الإستعمار الفرنسي الذي ضمه للجزائر من الحدود الحقة والشرعية للمملكة المغربية، ورابطة {البيعة} التي يحتفظ بها الغرب الجزائري بالقطاع الوهراني ومنه خصوصا (وهران وتلمسان)، وحيث كان من وراء هذا {التفاعل} ذي الدلالة الرمزية والتاريخية بالمجالين وشجع عليه وحفز على إظهاره {مقوم الهوية} و {الإنتماء} للمملكة المغربية/ الدولة الأمة كما ذهب إلى ذلك أكثر من تحليل سيكولوجي .
حركة التعبير ذي الدلالتين الرمزية والتاريخية بالغرب والجنوب الغربي للجزائر، وضمن توقع وترقب تكراره مادامت مشاركة المنتخب المغربي مستمرة في كوبَّا قطر 2022، وإذ يستعيد الذاكرة المغربية التي لم يستطع النظام الجزائري محوها أو قهرها بالجنوب الغربي الجزائري الذي هو مقتطع فرنسي من الجنوب الشرقي للمملكة على فترة استعمارها للمجال المغاربي باستثناء ليبيا التي كانت خاضعة لاستعمار إيطاليا، سعى النظام الجزائري في الفترة الزمنية بين تأهل المنتخب المغربي لدور 16 وانتظار لقاءه في إطار نفس الدور 16 لمنتخب إسبانيا إظهار هذا التفاعل {تفاعلا طبيعيا} و{حالة عادية}، واستبعادا لقراءاته الرمزية والتاريخية، وفي دلالته السياسية التي يريد منها النظام الجزائري إعطاء إشارات أن الإحتفاء بالمنتخب المغربي في الجزائر هو شعور عام مخالج للجزائريين، أتى بعد تخفيف قيود المتابعة للإعلام الجزائري في انقلاب على حظر متابعة الجزائريين للمنتخب المغربي، والإحتفاء بإنجازاته التي اقتضت كسر جدار ذات الحظر واستوجبته محاولة الغرب والجنوب الغربي بالجزائر المحتفيان في محاولة فرقها النظام العسكري قبل إنتاجه محتوى المساندة للمنتخب الوطني المغربي في مقابلته المقبلة أمام منتخب إسبانيا.
