ليس من السهل على أي كان مهما علا شأنه امتلاك القدرة على تحمل مسؤولية قيادة بلد ما، لما يتطلبه الأمر إلى جانب الكفاءة والخبرة من حكمة وتبصر وجدية في معالجة الأمور واتخاذ القرارات، ومن أناة وصبر في مواجهة المشاكل والأزمات. لكن هناك رؤساء دول عربية وغربية رغم توليهم مقاليد الحكم عبر صناديق الاقتراع، سرعان ما يجدون أنفسهم على حين غرة أمام مجموعة من اللعنات السياسية والاحتجاجات الشعبية تلاحقهم لعدة اعتبارات، كما هو الحال مثلا بالنسبة لكل من الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اللذين أصبحا منبوذين في الداخل والخارج، ويعيشان أحلك ظروف حياتهما خلال الأسابيع الأخيرة وهما يقودان بلديهما نحو الهاوية.
مشبوهة عبر وسطاء جزائريين، وهو ما يكشف اليوم بالواضح عن سر ذلك التقارب الكبير والمثير مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ويفسر طبيعة ذلك العناق الحميمي الحار بينهما في اللقاءات الأخيرة…
ففضيحة الرئيس الفرنسي المنتشرة هذه الأيام على نطاق واسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “ماكرون غيت”، جاءت على نفس المنوال الذي ظهرت به “قطر غيت” التي نسج خيوطها ماكرون نفسه بمساعدة أعوانه للهجوم على كل من دولة قطر ومعها المملكة المغربية الشريفة، من شأنها أن تعرضه إن عاجلا أو آجلا للمساءلة القضائية، خاصة أن هناك من الوثائق ما يحول دون محاولة الإنكار ويؤكد تورطه في تسلم أموال ليبية، ليوقع بذلك على إدانته ويخطو أولى خطواته نحو السجن.
إننا وفي انتظار أن يلقى إيمانويل ماكرون نفس مصير الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي سبق أن أدانه القضاء الفرنسي بالسجن في قضية فساد، نتساءل باستغراب شديد عن سر هذا الوجوم الذي يخيم على الإعلام الفرنسي ولزومه الصمت أمام هذه الفضيحة، وعدم التعجيل بالقيام بما يلزم من تقص للحقائق قصد تنوير الرأي العام، وهو الذي سبق أن أثار ضجة عارمة وملأ الدنيا زعيقا، ليس فقط حول “قطر غيت” بل في عديد الفضائح الظاهرة والخفية؟