الجنرال دوفيزيون، محمد بريظ ( 68 سنة) عينه الملك محمد السادس مفتشا عاما جديدا للقوات المسلحة الملكية، وقائدا للمنطقة الجنوبية، خلفا للجنرال دوكور دارمي فاروق بلخير، قاد منصبا حساسا داخل القيادة العليا يوصف ب” القلب النابض” للجيش، ظل كرئيس للمكتب الثالث بها طيلة تسعة سنوات إلى حين تعيينه أمس السبت.
وفقا لمهتمين بالشأن العسكري، فإن التعيين الملكي لبريظ مفتشا عاما، هو تعيين لجنرال “مخضرم”، ينتمي للجيل الجديد من القيادات العسكرية بالقوات المسلحة الملكية، استطاع أن يحظى بثقة المللك، ويتقلد منصبين حساسين ويكون المسؤول الأول عن تنفيذ تعليماته العسكرية داخل الجيش .
حسب بلاغ للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، فإن الجنرال بريظ، خريج الأكاديمية العسكرية الملكية (سلاح المدرعات)، راكم خبرة عسكرية تمتد لحوالي 43 سنة في مجال إعداد القوات والتكوين.
جريدة الملاحظ جورنال، ترصد أبعاد هذا التعيين، ودلالاته العسكرية، عبر الغوص في مميزات شخصية القائد العسكري الجديد لقمرة قيادة الجيش، والتي أهلته لتحمل منصبين عسكريين مهمين.
وفقا للخبير العسكري والاستراتيجي، عبد الرحمان مكاوي، فإن الجنرال بريظ، ينتمي لجيل جديد، في القوات المسلحة الملكية، كان مختصا كضابط في سلاح المدرعات، وهو من خيرة الكفاءات القيادية في الجيش.
حسب بعض مراكز الدراسات العسكرية الأمريكية، يعتبر بريظ من المختصين في المدرعات الأمريكية، يضيف مكاوي وله ميزة قيادية في هذا السلاح الذي يعتبر العمود الفقري للقوات البرية الملكية.
الخبير مكاوي، كشف بأن الجنرال بريظ، إضافة إلى ما راكمه من التخصصات المهنية العسكرية، درس في العديد من الأكاديميات العسكرية المتقدمة والمعروفة، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا أو في بريطانيا وله خبرات متعددة، في هذا الجانب.
كما شغل بريظ، قائدا للمكتب الثالث للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي يسمى اختصارا (PCA)، ( Poste de commandement avancé).
هذا المكتب العسكري في القوات المسلحة الملكية، يضيف مكاوي في تصريح مع “اليوم 24″، هو الجهاز المسؤول عن إدارة العمليات العسكرية للقوات المسلحة الملكية، سواء منها البرية أو الجوية أو البحرية.
كما يعتبر هذا المكتب بمثابة القلب النابض للقوات المسلحة الملكية، نظرا لكونه المسؤول عن التخطيطات لتحركات الجيش الملكي المغربي، وعن المناورات العسكرية سواء تلك التي تجرى في الداخل، أو مع الجيوش الأجنبية، أو مشاركة الجيش الملكي في مناورات خارجية يضيف مكاوي.
وفقا للخبير العسكري، عبد الرحمان مكاوي، فإن الفريق محمد بريظ، ككفاءة وطنية جديدة، هو قيمة مضافة للجيش الملكي، في وقت تتعرض فيه المملكة إلى كثير من التحديات والمخاطر، وكذلك التهديدات المختلفة، سواء من الانفصاليين، ومن يدعمهم في النظام العسكري الجزائري. فمحمد بريظ له مؤهلات متعددة، وخاصة مؤهل المعلومات المتعددة العسكرية التي تمكنه من مواجهة هاته التحديات، والمخاطر والتهديدات.
ويؤكد الخبير مكاوي، على أن الجنرال بريظ رجل المرحلة، وسوف يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، ورئيس أركان الحرب العامة.
وحول احتمال أن تعرف الاستراتيجية العسكرية تغييرات جديدة، بعد تعيين الجنرال بريظ، يشدد مكاوي الخبير العسكري في تحليله، على أن عقيدة الجيش العسكرية لن تتغير لأنها خاضعة لتعليمات الملك، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، ورئيس أركان الحرب العامة، ومن ثم فالجنرال بريظ، سوف يقوم بترجمة ما قام به سابقه الجنرال دوكور فاروق بلخير، وهو الاستمرارية طبقا للتعليمات الملكية، لأن الملك هو من يسطر الاستراتيجية العامة للقوات المسلحة الملكية.
ووفقا لهذا التحليل، يستبعد الخبير العسكري مكاوي، أن ينهج الجنرال بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، نهجا عسكريا معاكسا لسلفه بلخير، بل سوف يستمر في الالتزام بتطبيق التعليمات الملكية وفقا لما سطره عاهل البلاد في هذا الاتجاه.
وفيما يتعلق بتأثير التعيين الجديد على التنسيق العسكري مع أمريكا، عشية انطلاق مناورات الأسد الإفريقي في منتصف ماي المقبل، أوضح مكاوي، أن المغرب هو بلد المؤسسات، وهناك قيادة منسجمة على مستوى قيادة أركان الحرب العامة، تحت إشراف الملك، ومن تم لن يطرأ أي تغيير على البرامج العسكرية المشتركة المستقبلية للمغرب مع أمريكا، خاصة منها المناورات العسكرية والتي من المنتظر أن يشرف عليها الجنرال بريظ، والتي يتوقع أن تبدأ في 16 ماي المقبل إلى غاية 18 يوليوز، كاشفا مكاوي أن المفتش العام الجديد، كان من ضمن المشرفين العسكريين في القيادة الجنوبية بأكادير على بلورة والتخطيط ووضع اللمسات الأخيرة على المناورات العسكرية للأسد الإفريقي مع أمريكا.
وكشف الخبير مكاوي في تصريحاته للموقع، عن خلفيات استبدال الجنرال بلخير الذي ظهر أثناء الاستقبال الملكي على كرسي متحرك، بالجنرال محمد بريظ، قائلا: “مع الأسف الشديد نظرا لأسباب صحية ارتأى الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، رئيس أركان الحرب العامة، تعيين مكانه الفريق محمد بريظ مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، وقائدا للمنطقة الجنوبية”، قبل أن يشيد مكاوي بأهمية ما قام به الجنرال فاروق بلخير، من أعمال عسكرية متميزة في الجيش المغربي كقائد للمنطقة العسكرية الجنوبية، وكمفتش عام للقوات المسلحة الملكية”، وهي المنجزات التي دفعت الملك محمد السادس إلى توشيح الجنرال بلخير، بوسام بالحمالة الكبرى لوسام العرش، تقديرا لمساره العسكري والمهني، يصنف بحسب مراقبين من” أهم مهندسي الجدار الرملي الذي صد الهجمات العسكرية القادمة من الجزائر في ثمانينات القرن الماضي، علاوة على أنه بعد من أبرز منفذي عملية تحرير الكركرات”.
الصفحة المقربة من الجيش المغربي على “فايسبوك”، هي أيضاً وصفت الفريق محمد بريظ المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، بأنه “ضابط مدرعات من خيرة كفاءات القوات المسلحة الملكية القيادية، والذي شغل لسنوات منصب قائد المكتب الثالث بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، وهو الجهاز المسؤول عن إدارة العمليات العسكرية إضافة إلى مهام أخرى”.
الجنرال بريظ، حاصل على دبلوم من كلية الدفاع الوطني بفرنسا وكذا على ماستر في الدفاع الوطني. وشغل أيضاً مناصب للمسؤولية ميدانيا، ولا سيما في اللواءين الملكيين المدرعين الثالث والرابع.
كما تولى بريظ منصب ضابط بالقيادة العليا في مجال تكوين وتوظيف القوات، قبل أن يقود المكتب الثالث للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية منذ سنة 2014. قبل تعيينه مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية وقائدا للمنطقة الجنوبية.
وحصل الجنرال بريظ، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، على عدة أوسمة رفيعة، من بينها وسام العرش من درجة ضابط.