أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن جمهورية سيراليون جددت تأكيدها لمغربية الصحراء خلال انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية سيراليون بمدينة الداخلة، مبرزا أن مكان انعقاد هذه اللجنة مهم جدا نظرا لكون الداخلة أصبحت قطبا دبلوماسيا واقتصاديا مهما في الأقاليم الجنوبية للمملكة. كما أكد أنها مدخل المملكة المغربية تجاه عمقها الإفريقي خاصة في منطقة غرب إفريقيا.
وأبرز بوريطة، في كلمة ألقاها خلال أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة المغرب-سيراليون، التي ترأسها بمعية نظيره السيراليوني، ديفيد فرانسيس، اليوم الجمعة 28 أبريل 2023 بالداخلة، أن توجيهات جلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية سيراليون أعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى وضع آلية للتنسيق الديبلوماسي بين البلدين تم التوقيع عليها سنة 2018.
كما لفت الوزير إلى أن البلدين عملا على تطوير عدد المنح الممنوحة للطلبة من سيراليون؛ مبرزا أن هذا العدد وصل اليوم إلى 105 منح؛ 55 منها في مجال التكوين الأكاديمي، و30 في التكوين المهني، و20 في التكوين المهني داخل الأقاليم الجنوبية في مدينتي العيون والداخلة.
وأوضح بوريطة أن آخر عناية ملكية بسيراليون تجلت في قرار جلالة الملك محمد السادس منح أو تمكين 100 شخص من سيراليون من أداء مناسك الحج هذه السنة، بحيث “تم تبليغ القرار الملكي السامي لسلطات سيراليون في الأسبوع الماضي، ما يدل على الأهمية التي يوليها جلالة الملك للعنصر البشري في توطيد العلاقات الثنائية مع البلدان الإفريقية بصفة عامة، ومع جمهورية سيراليون بصفة خاصة”.
13 اتفاقية
وفي هذا الإطار، جرى خلال أشغال اللجنة المشتركة المنعقدة اليوم التوقيع على 13 اتفاقية تغني الإطار القانوني للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتهم هذه الاتفاقيات، وفق الوزير بوريطة، 3 مجالات أساسية؛ إذ تتعلق حوالي 5 اتفاقيات بمجال الاستثمار والتجارة والسياحة ومجال الطاقات المتجددة، فيما تتعلق أربع اتفاقيات بمجال التكوين الدبلوماسي والتكوين المهني ومجال تعزيز المنح الدراسية للطلبة من سيراليون، ثم المجال الاجتماعي، بحيث “تم توقيع اتفاقيات في مجال الصحة والسكنى وغيرها”.
وأكد الوزير أن هذه الاتفاقيات موجهة للسكان وتعزز التعاون في المجالات ذات الأثر المباشر على التنمية في دولة سيراليون.
وتابع أن اللجنة المشتركة كانت فرصة للتأكيد على وجود إمكانيات لم يتم استغلالها بشكل كبير في مجال التعاون، رغم تحقيق تطور في السنوات الأخيرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا في مجال التجارة والفلاحة والسياحة والمعادن، إذ توجد، وفق بوريطة، طاقات مهمة يمكن الاشتغال عليها معا وتطويرها في إطار العلاقات الثتائية، “لهذا فاللجنة المشتركة مجرد بداية لتنفيذ مبادرات وخطط عمل مشتركة وثنائية”.
وفي هذا الإطار، يقول وزير الشؤون الخارجية، ستكون مدينة الداخلة منطلقا أساسيا للعلاقات الاقتصادية للمغرب مع غرب إفريقيا مثلما أراد جلالة الملك من خلال الدينامية الاقتصادية والبنية التحتية والميناء الذي مازال في طور التشييد.
وأبرز أن مدينة الداخلة ستكون منطلق العلاقات الاقتصادية بين المغرب وغرب إفريقيا، مشيرا إلى أن المملكة تسعى لجعل الداخلة أرضية لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينها وبين سيراليون.
وأكد الوزير، في ختام كلمته، أن الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية سيراليون، كانت “ناجحة بكل المقاييس وقد حققت كل ما كان منتظرا منها من نتائج سواء على مستوى المشاورات السياسية أو الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها أو في إطار ما سينتج عنها من مشاريع اقتصادية واجتماعية للتعاون الثنائي”.