منشور وزارة التربية يُحصّن مدارس “الريادة” من المهام الإضافية: نحو ترسيخ نموذج تربوي مبتكر

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في خطوة اعتُبرت من قِبل العديد من المهتمين بالشأن التربوي تحصينًا لمشروع “مدارس الريادة” وتجسيدًا لإرادة الإصلاح، أصدرت وزارة التربية الوطنية منشورًا رسميًا يقضي بمنع تكليف الأطر العاملة بهذه المؤسسات بأي مهام إدارية أو تربوية خارج نطاق اختصاصهم داخل المدارس المعنية.

ويأتي هذا القرار في سياق حرص الوزارة على توفير الظروف المثلى لإنجاح التجربة النموذجية لمدارس “الريادة”، التي تم إطلاقها كمختبرات لتطبيق أحدث المناهج البيداغوجية، والاعتماد على طرق التدريس المتمركزة حول المتعلم، بما يعزز جودة التعلمات ويرفع من مستوى المردودية التربوية.

دعم متفرغ لإنجاح التجربة

يهدف المنشور، بحسب مصادر من الوزارة، إلى تمكين الأطر التربوية والإدارية من التفرغ الكامل لمهامهم الأساسية داخل مدارس “الريادة”، دون تشتيت جهودهم في مهام جانبية غالبًا ما تكون على حساب جودة الأداء داخل الفصول الدراسية. ويُعد هذا الإجراء بمثابة اعتراف ضمني بأهمية دور الموارد البشرية في إنجاح أي مشروع إصلاحي، وضرورة خلق بيئة عمل محفزة تراعي التخصص والكفاءة.

ارتياح وتثمين في صفوف العاملين

وقد عبّر عدد من الأطر التربوية العاملة في هذه المدارس عن ارتياحهم لهذا المنشور، معتبرين إياه “رسالة ثقة” من الوزارة، وخطوة عملية نحو القطع مع الممارسات التي كانت تُثقل كاهلهم بمسؤوليات غير مدروسة. كما اعتبر البعض أن هذه الخطوة ستسهم في تقوية الانتماء المهني، ورفع منسوب الالتزام والجودة في الأداء.

تحديات التنفيذ وضرورة المتابعة

ورغم الترحيب الواسع بهذا القرار، إلا أن تفعيله على أرض الواقع يطرح تحديات تتعلق بآليات المراقبة والتتبع، خاصة في المناطق التي تعاني خصاصًا في الموارد البشرية. كما يُطالب بعض المهتمين بإرساء آليات واضحة لرصد مدى احترام هذا المنشور، وربطه بخطط التكوين والدعم التربوي للأطر، حتى لا يتحول إلى مجرد وثيقة شكلية.

نحو نموذج تربوي جديد؟

يُنظر إلى مدارس “الريادة” كمنصة لتجريب نموذج مدرسي جديد، يتأسس على الجودة، والمساءلة، والابتكار التربوي. ومنع تكليف الأطر بمهام إضافية هو أحد اللبنات الأساسية في بناء هذا النموذج، الذي تراهن عليه الوزارة لتحسين مؤشرات المنظومة التعليمية في أفق تعميمه مستقبلًا.

ويبقى نجاح هذا القرار رهينًا بتوفر الإرادة الحقيقية لمواكبته ميدانيًا، وتوفير الشروط الداعمة له، من قبيل التكوين المستمر، وتقدير الجهود، والتقييم الموضوعي، لتظل مدارس “الريادة” فعلًا عنوانًا للتميّز، لا مجرد تسمية رمزية.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.