عملية إنقاذ في تاوريرت… طيور الحسون تستعيد حريتها بعد محاولة تهريب فاشلة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في خطوة تعكس يقظة السلطات المعنية بحماية البيئة، تمكنت مصالح مركز حماية الغابات بتاوريرت من إحباط عملية تهريب خطيرة استهدفت طائر الحسون، أو ما يُعرف شعبيًا بـ”المقنين”، والذي يُعدّ من الكائنات المهددة بالانقراض والمصنفة ضمن قائمة الأنواع المحمية بموجب القانون رقم 29.05.

العملية، التي وُصفت بالنوعية والدقيقة، نُفذت بتنسيق سري ومحكم بين المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بتاوريرت، وضابط الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن الوطني، وتحت إشراف مباشر من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية، ما يعكس عمق الالتزام المؤسساتي بمكافحة الإتجار غير المشروع في الثروات الحيوانية الوطنية.

وقد أسفرت هذه المهمة البيئية الناجحة عن حجز صندوقين خشبيين كانا يُخفيان داخلهما 94 طائرًا من نوع الحسون، تم ضبطها على تراب جماعة تاوريرت، وهي كمية كبيرة تُظهر أن العملية لم تكن عابرة، بل منظمة بشكل محكم وتستهدف السوق السوداء للطيور.

لكن البُعد الأجمل في هذه الواقعة لم يكن فقط في إفشال المخطط، بل في ما تلاه من مشهد إنساني وبيئي مؤثر، حيث تم إطلاق هذه الطيور في بيئة طبيعية ملائمة لها داخل الإقليم، بحضور ممثلي مصالح الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في لحظة استعادت فيها الحساسين حريتها، وغردت فرحًا بالعودة إلى موطنها الأصلي.

السلطات المعنية أكدت أنها ستواصل تحركها الصارم في هذا الإطار، وأنها لن تتهاون في تطبيق الإجراءات الزجرية المنصوص عليها قانونًا في حق كل من تسول له نفسه العبث بالتوازن البيئي أو الاتجار في أنواع محمية.

تجدر الإشارة إلى أن طائر الحسون، الذي لطالما ارتبط في الذاكرة الشعبية بالأناقة والزهو بصوته العذب، يُعدّ اليوم أحد رموز التنوع البيولوجي المهددة بفعل الصيد الجائر والتهريب، وهو ما يجعل من حماية هذا الكائن مسؤولية جماعية تتجاوز المؤسسات لتشمل وعي المجتمع ككل.

رسالة من تاوريرت لكل الوطن: حماية الطبيعة ليست ترفًا.. إنها التزام حضاري.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.