بعض المواقع المهمة في جل مناطق المغرب لا تجسد صورة مؤسسيها وتاريخهم الشخصي فحسب بل يتجاوز ذلك لتحيل الباحث المؤرخ والزائر لها الى ملاحظ تبهره بإنزياحها عن المألوف المشاهد الى الغوص في أعماقها للإحاطة بمكوناتها الثابتة والمتحركة ،فقد يرحل الأشخاص ،فيرحل معهم عملهم ايجابيا ام سلبيا،أما الآثار التي يخلفونها فهي تتحدث عن لحظات مشرقة على مستوى التشييد والإعمار هاهنا تنتقل العلاقة الرابطة بين الذات صاحبة المعلمة ،لكي تصبح هذه الأخيرة جزء من تراث شعب ومنطقة ، ومن تم تبصم هذه المعلمة على وجود معايير للكيان الذاتي لمالكها فتغدو لسانا ناطقا عن الحياة وعن تاريغ غيري يستفيد منه المعايشون لها جميع المستويات ، خاصة منها السياحي / الاجتماعي .
نموذج صارخ تجسده منطقة تلوات حيث تتموقع معلمة تاريخية ، تجسد ضخامة البناء المعماري الضخم بأبراجه وأسواره ، وأبوابه المتعملقة وزخارفه المنمقة وتمتمات الصانع المغربي وفنيته في تطويع مادة الجبس لتشكل سجادات في منتهى الروعة تحافظ على رونق وروعة سقوف القصور المشيدة ،ذلك ماتقوم به دار الحاج الباشا لكلاوي بهذه المنطقة وتجعل الزائر يتوق الى معاودة زيارتها .
غير أن شيئا ما يحز في النفس يتعلق الأمر بالدار المتحدث عنها ،والتي تحتاج الى اصلاح للحفاظ على هيكلها ، غير ان السلطات المحلية للمنطقة تقف دون ذلك ، لأسباب اوهى من خيوط العنكبوت فالمصلحة العامة تقتضي إعادة الاعتبار لهذه الدار مهما كانت التبريرات .