انتكس التقدم الذي حققته أول أمس الثلاثاء 9 أبريل 2019، قوات اللواء المتقاعد “حفتر” تجاه العاصمة “طرابلس الغرب”، باستعادة قوات حكومة الوفاق الليبية، لمدينة “عين زارة” التي سيطرت عليها قوات “حفتر” نفس الثلاثاء، بالمحور الجنوبي الذي اعتزمت عبره التسلل إلى وسط العاصمة “طرابلس الغرب” التي جرت بمحيطها الأربعاء 10 نفس الشهر،معارك مسلحة، كانت من حصيلتها استرداد قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، السيطرة على مدينة “عين زارة”، بدعم من كتائب ثوار “طرابلس الغرب”، و”معسكر اليرموك” على الجنوب من العاصمة، بدعم من قوات “مصراتة” مساء نفس الأربعاء، بعد السيطرة على المعسكر لفترة قصيرة من قبل قوات “حفتر”، استنادا إلى المعلومات التي تناقلها “عربي 21” عن من وصفه مصدر عسكري مشارك في المعارك.
وضمن سياق العمل الديبلوماسي، ينقل نفس المصدر الإعلامي، عن وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبي، محمد سيالة، من رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الذي من المرجح أن يكون قد عقد جلسة مغلقة بطلب من حكومة الوفاق الوطني اليبي، لمناقشة وضع التطور الأخير في أزمة ليبيا، بأن (العدوان على عاصمة البلاد، رغم الجهود التي بذلتها حكومة الوفاق بتمسكها بالمسار السلمي، سيترتب عليه العديد من الآثار السلبية السيئة)، بينما وصف وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، الهجوم المسلح على العاصمة طرابلس، بحسب نفس المصدر، بأنه (عمل غير شرعي، ولا يمكن القبول بأي آثار أو نتائج ناجمة عن هذا العمل، باعتباره لا يتسم بالشرعية القانونية والسياسية والأخلاقية)، وفي ما اعتبر نفس المتحدث باشاغا، بأن (الحديث عن الوفاق والسلام أمر جيد ومقبول، ولكن ليس بطريقة الضحك على الذقون، وتمكين المعتدي من نيل مطالبه، بمنطق الأمر الواقع، الذي فرضه بقوة السلاح)، مشددا على أن (انسحاب القوات المهاجمة،ورجوعها من حيث جاءت،هو خط أحمر)، يفيد ذات المصدر الإعلامي “عربي 21” الذي أضاف عن وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، التأكيد في القول، بأن (قوات الوفاق ستواجهها بكل قوة وحزم).
وفي سياق الردود الداخلية حول تطورات الوضع الأخيرة في أزمة ليبيا، واستهداف الغرب الليبي من قبل قوات “حفتر” العسكرية، أعرب بيان عمداء البلديات في غرب ووسط ليبيا، أمس الأربعاء 10 نفس الشهر، عن تحقير الهجوم الذي وصفه البيان “غاشما” على مدينة غريان، والعاصمة الليبية طرابلس، والمدن التي تتعرض للإعتداء على الأرواح والممتلكات، يقول ذات مصدر الخبر الذي استزاد عن البيان، تأكيد العمداء على الوقوف إلى جانب ما وصف (بإحقاق الحق و إيقاف المعتدي)، والإشادة بما اتخذته حكومة الوفاق الوطني من خطوات، من (أجل الدفاع عن المنطقة الغربية و أمنها)، مضيفا، مطالبة بيان العمداء (المجتمع الإقليمي والدولي، والبعثة الأممية لتحديد موقفها بوضوح؛ وعدم الدعوة لطاولة الحوار، إلا بعد عودة القوات المعتدية من حيث جاءت).
يذكر إلى ذلك، أن التصعيد العسكري الأخير في الأزمة الليبية، ودشن له إعلان اللواء المتقاعد “حفتر” قبل أسبوع، الخميس 4 أبريل نفس السنة 2019، بالسيطرة على عاصمة ليبيا ّطرابلس الغرب”، يأتي تزامنا مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للحوار بمدينة غدامس (جنوب غرب البلاد)، بين 14 و 16 نفس شهر أبريل الجاري، ضمن إطار خارطة طريق أممية لمعالجة الأزمة الليبية التي سادت منذ العام 2011، من خلال الصراع على الشرعية والسلطة، ويجري بين حكومة الوفاق بالغرب الليبي، وقوات حفتر التابعة لمجلس نواب “طبرق” شرق ليبيا، بعد خروج الميليشيات والألوية المسلحة ، (مصراته والزنتان)، و(وحدة مجلس طرابلس العسكري) ذي التوجه الإسلامي، و(لواء 17 فبراير) في شرق ليبيا، وعمقت أزمة ليبيا السياسية على عهد تشكيل المجلس الإنتقالي الليبي الذي جاء ظهوره في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس معمر القذافي.