قررت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، بتأييد القرار المطعون فيه بالاستئناف، القاضي بإدانة المتهم (ب.ح) بعشر سنوات سجنا، بعد مؤاخذته من أجل جنايات اغتصاب والدته، وهتك عرض قاصر بالعنف، مع حالة العود، مع الصائر والإجبار في الأدنى. وتفجرت القضية عندما تقدمت (خ.ح) بشكاية إلى المصالح الأمنية بالعاصمة الإسماعيلية تعرض فيها أن ابنها، الذي يعيش معها في منزل في ملكيتها، قام بتعنيفها وقذفها وسبها وألحق خسائر مادية بمحتويات البيت، مفيدة أنه من ذوي السوابق القضائية، إذ قضى سنتين حبسا نافذا بعد مؤاخذته من أجل هتك عرض قاصر بالعنف، حسب إفادتها
.
وصرحت أنه منذ مغادرته السجن اعتاد على استدراج أطفال الحي إلى المنزل بهدف هتك أعراضهم، إلا أنها كانت تتدخل كل مرة وتمنعه من الاعتداء عليهم جنسيا، ما يجعله يعرضها للعنف باستمرار. وأضافت أنه في إحدى الليالي، وتحت طائلة تهديدها بسكين كبيرة الحجم قام بممارسة الجنس عليها، فتخلصت من قبضته بصعودها إلى الطابق الثاني للمنزل وأغلقت الباب، موضحة أنها بقيت هناك إلى حدود صبيحة اليوم الموالي، ولما تسللت منه وتوجهت إلى المرحاض بغرض قضاء الحاجة اعترض سبيلها من جديد، وقام بتعنيفها وتجريدها من ملابسها، كما تجرد هو الآخر من ثيابه، وأمام مقاومتها له بغية التخلص من جبروته وطغيانه عمد إلى ضربها في رأسها إلى أن أغمي عليها، ولما استفاقت تبين لها أن ابنها مارس عليها الجنس. كما تقدمت (ف.ش) رفقة ابنتها القاصر (س.ع) بشكاية مفادها أن الأخيرة تعرضت لمحاولة هتك عرضها من قبل المشتكى به، معززة شكايتها بعريضة موقعة من طرف سكان الحي الذي تقطن به، مؤداها أن المعني بالأمر يقوم بالتحرش الجنسي في حق الأطفال. وبالاستماع إلى الضحية القاصر، بحضور والدتها بالتبني، صرحت أنها كانت واقفة بباب منزلها تنتظر قدوم زميلاتها للذهاب جميعا للمدرسة، ففوجئت بالمتهم يتقدم نحوها ويقوم بحملها وإدخالها إلى مرحاض منزل والدته، ليشرع بعد ذلك في تقبيلها ويجردها من ملابسها، ولما شرعت في الصراخ بأعلى صوتها تدخلت جارتها وخلصتها منه بمساعدة أحد المارة، هذه الأخيرة التي أفادت أنه سبق للمتهم((ب.ح) أن تحرش بابنتها القاصر زكية واعترض سبيلها وهي في طريقها إلى الدكان، غير أنها تمكنت من الفرار قافلة إلى المنزل. وعند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، أفاد المتهم، من مواليد 1970 بمكناس، أنه يعاني اضطرابات نفسية وأنه مهووس بممارسة شذوذه الجنسي على أطفال الحي الذي يقطن به رفقة والدته، مصرحا أنه كثيرا ما حاول هتك عرضهم، لكن تدخل والدته حال دون الوصول إلى إشباع غريزته الحيوانية، الأمر الذي يغضبه فيعرضها للعنف. وبخصوص واقعة اغتصابه لوالدته، اعترف المتهم بالمنسوب إليه، كما أقر بمحاولة هتك عرض القاصر (س.ع). واسترسالا في البحث تم الاستماع إلى مجموعة من الشهود، بعد أدائهم اليمين القانونية، ضمنهم (ر.ب)، التي صرحت أن المتهم يحدث الفوضى وسط الحي ويزعج قاطنيه لدرجة أنهم لا يستطيعون النوم، مفيدة أنها سمعته يعرض والدته للضرب والجرح ولما تدخلت لفض النزاع أصيبت بالذهول وهي تعاينه يمارس الجنس عليها وآثار التعنيف بادية على وجهها.