غزر التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه مؤخرا جريدة الملاحظ جورنال، واستملكته عن المصدر الذي تعتمده بجهة الشرق، وجاء عقب التدخل الإعلامي للجريدة حول انقطاع استفادة أهالي الجماعة القروية {سيدي علي بلقاسم} التي تتبع إداريا إلى {قيادة الكعدة}، {دائرة دبدو}/ عمالة تاوريرت، من {الدقيق المدعم} الذي انقلع استمرار مدده إلى الفئات الأكثر عوزا وخصاصة حال التناوش الذي حدث بين الأهالي والقائم على توزيع الحصة من مستشاري مجلس الجماعة، خلال مايو السنة 2020، (غزر التسجيل الصوتي) بتقديم جمٍّ من المعلومات التي تفترض أو تدعي سوءا للتدبير في تغطية تراب الجماعة بالخدمات الأساسية، وتقاسم الإنتفاع من البرامج التنموية التي من شأنها أن تعزز وتدعم المشروع الجماعي والمجتمعي بالجماعة في إطار المخطط التنموي الشامل لجهة الشرق (وجدة/أنجاد) للفترة الجماعية 2015- 2021، وأيضا، ضمن فعل تدبيري يراهن على محاربة الهشاشة والفقر، وتحسين مستوى الإستفادة من الخدمات الإجتماعية على المستوى المحلي، وبما يمكن من تبوء صعود سوسيو اقتصادي مستدام بالجماعة التي تقع كما يشي بذلك التسجيل الصوتي إن لم يُقل خارج سياق العناية والإكتراث، فهي قطعا بحسب التسجيل الصوتي على هامش البرمجة في مخطط التنمية الجهوية وفي مخطط عمالة الإقليم والمخطط الجماعي لذات الجماعة.
وإذ من هذه الرؤية المبتسرة يتم الحديث عن مخططات التنمية جهوية أكانت أو محلية أو إقليمية، بما هي مشاريع مطروحة للإنجاز الجماعي على تراب النفوذ، وإذ تلاحما مع هذه الرؤية، فالمخطط هو إعداد للتراب، وفي تعريف السياسة العمومية هو تشخيص لحاجيات الساكنة، بما يحدد اتجاه دور الجماعات أساسا إلى تدبير ما هو ترابي بالعلاقة مع ما هو محلي، جهوي، وطني؛ وحيث من باب ذلك تمتد مسؤولية تردي الخدمات بالجماعة كما يصفها التسجيل الصوتي إلى سلطة الوصاية بما هي مراجع، مصادق، متتبع ومراقب لعملية الإنفاذ للمخطط.
وأعلن نفس التسجيل الصوتي، بأن دواوير {علوانة وأولاد عبد الله لقوار و بني ريس}، تقوم منكشفة عن هذا التهميش الذي يظهره جفافا يطال ويمتد ويتمدد إلى كافة مستويات العمل على حيازة مخطط التنمية، وإحراز تقدم ميداني في الإنجاز والتنفيذ للمشاريع الإجتماعية بهذه الدواوير والتي تبقى احتياجات صميمة للساكنة، وانتظارا في سلم الإرتفاع بسيما المخطط التنموي الذي تكوينه، اختياراته، توجهاته، أهدافه، هي وهو ما يختمر وضعية المنقصة، الضآلة والتضاؤل ليس فقط على مستوى تقديم الخدمات، بل أيضا على مستوى استدامة تحقيق النمو لهذه الخدمات التي توسم اصطلاحا {اجتماعية}، وأن تأكيدها {استدامة النمو للخدمات} يطلع بأن تلك التوجهات أو السلوكيات الجماعية التي يدرجها المخطط برامج عمل للفترة الإنتذابية التي هو على سبيل القيام بها، قد وضعت {مصالح الآخرين} أو {نواياهم} أو {احتياجاتهم} في الإعتبار والإكتراث؛ وبهكذا تصور، يكون الخطاب قد تجاوز حديثه مسألة توفر هذه الخدمات من افتقارها، لأن الأصل {وجودها} والثابت في وجودها {حضور ممارستها} في اليومي، وتبادليتها بشكل وكيفية {عاديين} و {طبيعيين}، وغير ملفتين إلى {الخزية} أو إلى {الشِّيَةِ} أو إلى {انحطاط} التجويد لما هو {موجود} غير أنه {وجود منتقَص}، لماذا؟ للحاجة إلى استدامة تحقيق النمو للخدمة الإجتماعية التي ينهض على تقديمها هذا الموجود/المتوفر؛ مثلا المستوصف الصحي بقبيلة {بني ريس} الذي يعاني خلل الغياب للأدوية، يعاني من التعميد لطبيب، إلى ذلك، الطريق غير المحضرة بدوار {علوانة} ومسلك دوار {أولاد عبد الله لقوار}، واللذين يقول في شأنهما التسجيل الصوتي، أنه منذ عقود والساكنة تنتظر وتتطلع إلى {تعبيد} هذه الطرقات لفك العزلة، فضلا عن {غياب الإنارة العمومية} التي تجعل قبيلة {بني ريس} {تعيش على ظلام حالك، مسائل تنموية بسيطة بإمكانها أن تدفع بالساكنة نحو تحسين ظروف العيش، غير أنها محجوبة عن واقع التجسيد}، يقول المتحدث.
وأبرز نفس التسجيل الصوتي، أن الساكنة بهذه الدواوير من جماعة {سيدي علي بلقاسم}، تنشد إعادة تحريك المبادرة الإجتماعية المهتمة {بالدقيق المدعم} واستفادت منها ساكنة الجماعة على مدى سنوات، وذلك، من خلال التخفيف من سعر الكلفة الحقيقية بالسوق، بتقديم إمدادات مالية لتخفيض السعر إما لصالح صناعة وإما لصالح المواطن، وهي المبادرة التي توقف العمل بها بالجماعة قبل سنة بفعل ما عرفته عملية التوزيع بأحد الدواوير التابعة للجماعة من احتداد نتج عن الإنهباط الشديد في الحصة المخصصة للتوزيع لشهر مايو من السنة 2020، وعرفت تراجعا في إجمالي المخصص من 180 كيسا التي اعتادها السكان إلى 80 كيسا، ويؤكد التسجيل الصوتي على ضرورة إمعان السلطة على مستوى إقليم تاوريرت، وأيضا على مستوى جهة الشرق (وجدة أنجاد} في توقف هذه المبادرة، والربط في إطار هذا التوقف المسئولية بالمحاسبة حول هذا الإنقطاع للدقيق المدعم بالجماعة، وإذ نسمي هذا الإجراء {مبادرة} ونؤكد على الإطلاق الذي وقر في ما نعتقد في أذن أحد أعضاء مجلس الجماعة واستقر وعيه له {برفضه}، أن المعجم اللغوي لدى العرب، يطلق لفظة {مبادرة} على {سبق إلى اقتراح أمر أو تحقيقه}، {الإسراع وعدم المماطلة}، واللفظ مصدر ميمي من الفعل {بادر- يبادر- مبادرة وبدارا}، وتطور مفهوم {المبادرة} خلال السنوات الأخيرة، فأصبحت {المبادرة} هي فكرة وخطة عمل تطرح لمعالجة قضايا المجتمع وتتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة المدى وبعيدة المدى، باختصار ذلك حتى لا يتحول النقاش بين ما هو لغوي واصطلاحي ومفاهيمي واختلاف التوظيف والوعي بالمصطلح بين التيارات السياسية.
إلى ذلك، شدد التسجيل الصوتي، على ضرورة قيام عامل إقليم تاوريرت الذي تخضع له جماعة سيدي علي بلقاسم، بتفقد إلى هذه الدواوير للوقوف على درجات تردي الوضع الإجتماعي، والمعاناة الرهيبة التي تتردى بصناعة التنمية البشرية بالجماعة.