يخلد الشعـب المغربـي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومـة وجيش التحرير اليوم الخميس الذكرى 66 لانتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري من أجل تحرر الوطن والعودة الشرعية لبطل التحريـر والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى.
وأبرزت المندوبية السامية للمقاومين وقدماء جيش التحرير أن هذه الذكرى المجيدة بما تجسده من تضحيات و نكران للذات لرجال ونساء وشباب تعبئوا وهبوا للدفاع عن حرية واستقلال الوطن، ستظل مدونة بمداد الفخر والإعجاب على صفحات من التاريخ الوطني و منقوشة بأحرف الوطنية والمواطنة الصادقة في الذاكرة المحلية والجهوية والوطنية.
ويعتبر هذا الحدث المتجذر في تاريخ المنطقة والمرصع بأبهى صور التلاحم الوثيق والوشائج القوية التي تشد منذ قرون خلت الشعب المغربي الأبي بالعرش العلوي المنيف، منبعا لا ينضب للقيم الوطنية تغترف من معينه الفياض الناشئة والأجيال الحاضرة والمتعاقبة.
فبهذه الروح شارك أبناء إقليم خريبكة بكل شجاعة وإقدام في معركة التحرير والاستقلال مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته مدافعين عن مقدساته وثوابته وهويته، مستنكرين إقدام السلطات الاستعمارية في 20 غشت 1953 بنفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني وسائر أفراد الأسرة الملكية ، ومتصدين بكل استماتة لهذه المؤامرة التي كانت الإقامة العامة تستهدف منها المس بالعروة الوثقى التي تربط العرش بالشعب وإخماد جذوة الروح الوطنية المتأججة في نفوس المغاربة.
وهكذا، وقف أبناء المنطقة وقفة رجل واحد معلنين انخراطهم التام والفاعل في العمل الفدائي ومسجلين مشاركتهم الفعالة في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة ، وفي طليعتها ثورة 19 و20 غشت 1955 التي تزامنت حينها مع الذكرى الثانية لنفي بطل التحرير والاستقلال، فانتفضوا في حماس قل نظيره نساء ورجالا شيبا وشبابا هاتفين مرددين شعارات المطالبة بالاستقلال وبعودة رمز الأمة من المنفى إلى أرض الوطن غير آبهين بالتدخلات العنيفة والوحشية لجيش المستعمر الذي جند كل إمكانياته من جنود وعتاد عسكري لتفريق المتظاهرين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم ومئات الجرحى والمعتقلين.
وفي خضم هذه الأحداث واستمرارا في السير على درب النضال تعزز هذا المسار الكفاحي بانطلاق عمليات جيش التحرير في غمرة ثورة عارمة كان النصر حليفها عجلت بالعودة الميمونة والمظفرة للملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس بمعية رفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.
وأسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد فصول انتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة المشبعة بالدروس والعبر، فإنها تجدد الموقف الثابت من قضية الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدة أن المغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها، ضد مناورات ومؤامرات الخصوم ، “وستظل بلادنا متمسكة بروابط الإخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منها بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية”.
وإحياء لهذه الذكرى المجيدة تنظم النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخريبكة وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير 20 غشت التابع لها ندوة فكرية موسومة ب”أحداث ووقائع يومي 19 و20 غشت 1955 بمنطقة ورديغة” ، سيؤطر فعالياتها عدد من الباحثين والمهتمين بدرس الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير.
وتتضمن الندوة عددا من المحاور والمواضيع تهم دور “قبائل وادي زم في أحداث يومي 19 و 20 غشت 1955 بمدينة وادي زم” و”ورديغة إبان الحماية الفرنسية 1912- 1956″ و “المرأة والمقاومة بمنطقة ورديغة” خلال هذه الفترة.
وبأبي الجعد ينظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ندوة علمية في موضوع “ثورة الملك والشعب بين الذاكرة والتاريخ، منطقة تادلا نموذجا” بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين.
ومن جهته ينظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بوادي زم ندوة فكرية في موضوع “ذكرى 20 غشت الأبعاد والدلالات” بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين.
وجريا على العادة، سيتم توزيع حصة من الإعانات المالية والمساعدات الاجتماعية والإسعافات على عدد من أسر المقاومين وقدماء جيش التحرير بخريبكة، وفق برنامج تم تسطيره من لدن النيابة الإقليمية للمندوبية السامية.
وتندرج هذه المساعدات ، وفق بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، في سياق مواصلة الجهود والمساعي الحثيثة لتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعيشية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير خاصة عائلات قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير “في وضعية العوز المادي والعسر الاجتماعي”.