رجاء كفوا عن استعمال مفهوم “الحرب”…الحرب تخوضها الديمقراطيات دفاعا عن ديمقراطيتها وتهابها الانظمة العسكرية التي لا قاعدة اجتماعية لها ولا مؤسسات قارة لها حتى تحافظ على نفسها من الفناء…
الحرب مفهوم شامل ودقيق جدا…الحرب امتداد للسياسة بوسائل أخرى وبطرق وبأسلحة مختلفة عن مثيلاتها في السياسة…
لحد الساعة، دولة الواسطيين لم تستعمل في لغتها الرسمية مفهوم الحرب…
وذوي العقول في العالم والمنطقة يتحدثون عن “التوثر في الميدان بين الجزائر والمغرب، في منطقة تنازع الجزائر وتعاكس جارها المغرب في مغربيتها …وتتراجع، بل وتتلاشى شيئا فشيئا أطروحة “تصفية الاستعمار” وحق “شعب صحراوي في تقرير مصيره” على أرض أصبحت ميدانيا وقانونيا مغربية عن طريق قبول المجتمع الدولي بالطابع المغربي لهذه الارض مع الحفاظ على حقوق المواطنين الصحراويين في تسيير شؤونهم بأنفسهم داخل الأقاليم المغربية وعلى ارضهم…
وأصبحت الجزائر نشازا في المنطقة…
ومادام أن الجزائر بقيت نصف قرن سجينة إيديولوجية وعقيدة تقرير المصير ومناصرة نظرية تصفية الاستعمار، استيقظت عام 2021، فوجدت ان هذه العقيدة وهذه الايديولوجية قد تجاوزها المجتمع الدولي، فاكتشفت انها كانت الخاسر الاكبر في سوق القانون الدولي وسوق العلاقات الدولية التي طلّقت ايديولوجيات الامس واصبحت تتعامل بآليات عقائدية وايديولوجية وقانونية جديدة افتقدها النظام الواسطي بفعل جمود مجتمعه ثقافياوسياسيا وبفعل نهم وشجع وتقليدانية حكامه وعجزهم عن بناء مجتمع حديث ودولة حديثة…
فرجاء…كفوا عن الحديث على الحرب…
هو توثر في المنطقة قد يثير كثيرا من المرج والصخب، ولكنه لن يصل للحرب…والسبب بسيط: اذا كنتم تعنون بالحرب استعمال السلاح على الارض، فالحرب قائمة على المغرب من 1976، وليست وليدة اليوم… أما وان كان استعمال السلاح على الارض لا يعني بالضرورة مصطلح الحرب، فلا حرب مع الجزائر لا اليوم ولا غدا…
وعليه…بنادم يشدّ الارض ويعرف آش كايگول، الحرب ديال بالصح هي الكلام الناقص المبهم المقعّد على العاطفة والانطباعات الواهية…